ابليس الرجيم منذ أن أمره الله عز وجل بالسجود لآدم عليه السلام مع الملائكة وأبى واستكبر وكان من الكافرين، متعللاً بقوله: " أنا خير منه، خلقتني مِن نارٍ وخلقته من طين " لُعن وطُرد من الجنة وطلب من الله أن يُنظره ويُبقيه إلى يوم الدين وهدفه أن يُغوي آدم وذريته، وأصبح لبني آدم عدواً ، وصار من محاولاته لإغواء بني آدم أن يحاول تشويش عقيدتهم فجعل لنفسه عرشاً يحاول أن يُحاكي به عرش الرحمن تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة"
قال العلماء في شرحه: أن إبليس يضع عرشه أي كرسيّ ملكه وحكمه على الماء، يعني على البحر، والمقصود أنه مركز فساده وطغيانه في الأرض، ومنه يبعث جنده من الشياطين في نواحي الأرض.
وهذا من تمرده وطغيانه أن وضع عرشه على الماء، استدراجاً له ولأتباعه، وليغتر بأن له عرشاً كعرش الرحمن.
وأما ما يُشاع في زماننا من أن عرش ابليس هذا يقع في مثلث برمودا، فهذا من الغيب الذي لا سبيل إلى إثباته إلا بما ثبت في الكتاب والسنة، ولم يرد فيهما شيءٌ من ذلك.
والأصل أن المؤمن لا تشغله هذه الأمور التي لا تنفعه في دينه أو دنياه، فليس من المهم تحديد مكان عرش الشيطان، وإنما يهمه كيف ينجو من الشيطان، ويكون من عباد الله الصالحين.