أين يوجد الله عز وجل بحسب ما تؤمن به الأديان السماوية الثلاثة

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٢٣ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
حسب الدين الإسلامي فإن الله سبحانه فوق السماء السابعة مستو على عرشه استواءً يليق بجلاله لا يشبه استواء المخلوقات.

فالله تعالى خلق السماوات السبعة وما فوقها عماء ليس مخلوقاً أصلاً، وفي هذا العماء بعض ماء وعليه عرش الله والله مستو على هذا العرش.

فالله منفصل بذاته الكريمة عن خلقه غير متحد أو حال فيهم، وهو سبحانه لا يحيط به شيء من خلقه ولا يحصره مكان، وإن كان في ذات الوقت أقرب إلى كل واحد منا من حب الوريد بعلمه وملائكته.

فهو قريب في بعده، لا يعزب - يعني يغيب - عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ولا تخفى عليه الأصوات ولا الحركات، يعلم السر وأخفى.

والرب سبحانه حسب اعتقاد أهل السنة والجماعة عند المسلمين ينزل إلى السماء الدنيا ولا يخلو منه عرشه في نزوله لأن نزوله ليس كنزول البشر، كما أن ذاته ليست كذات البشر، فلا يشبه شيء، ولا يحيط به شيء، وسع كرسيه السماوات والأرض وهو العلي العظيم.

وهذا الاعتقاد يتطابق في أصله مع اعتقاد اليهود والنصارى، فهم يعتقدون أن الله على عرشه في السماء، وهناك نصوص في التوراة والإنجيل ذكرت هذا الأمر صراحة.

لذلك فإن اعتقاداً علو الله على خلقه واستوائه على عرشه فوق السماوات مما اتفق عليه اليهود والنصارى والمسلمون.

ولهذا لما أنكر بعض الفرق المبتدعة علو الله وقالت إنه في كل مكان أو نفت عنه المكان ولم تثبت علوه قال عنهم بعض التابعين "الْجَهْمِيَّةُ - وهو اسم الفرقة المنكرة علو الله - أَشَرُّ قَوْلًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، قَدِ اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَأَهْلُ الْأَدْيَانِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الْعَرْشِ، وَقَالُوا هُمْ: لَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ شَيْءٌ" ا 

ولكن مع اتفاق اليهود والنصارى مع المسلمين على علو الله فإنهم لم ينزهوا الله حق التنزيه كما فعل المسلمون بل نسبوا إليه نقائض.

فاليهود في توراتهم المحرفة جسموا الله وجعلوه يتصور في هيئة بشر وينزل إلى الأرض ويصارع يعقوب ويغلبه يعقوب وهو لا يدري أنه الرب! ونسبوا إليه سبحانه التعب فقالوا خلق السماوات والأرض في ستة أيام واستراح في السابع الذي هو السبت يوم راحتهم، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.

أما النصارى فاعتقدوا أن المسيح " اليسوع " الذي يعتقدون فيه الربوبية ظهر في صورة عيسى على الأرض واجتمع اللاهوت في الناسوت فحل جزء من الإله في هذا الجسد وهذا حلول خاص - وحدث عليه ما حدث مما تعتقد النصارى من صلبه كفارة لخطايا البشر ، ثم صعد بعد ثلاثة أيام إلى جانب أبيه الرب! تعالى الله أن يكون له ولد.

وبعض الفرق التي تنسب إلى الإسلام تخالف الاعتقاد العام الذي ذكرته بعلو الله على عرشه، فبضعهم يعتقد حلول الله في جميع خلقه وهم الحلولية، وبعضهم ينكر أن يكون الله فوق السماوات مستو على عرشه ولكنه لا يقول بحلوله في خلقه بل ينفي وفقط، وكلا هذين القولين باطلين ضالين.

والله أعلم