أهلا ومرحباً بك، هناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة عن
معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-، وثبت أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- دَعا له، ومن أحاديث النبيّ عن معاوية ما يأتي:
- دعاء النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لمعاوية بقوله: (اللهمَّ اجعلْه هاديًا مهديًّا واهدِ به). [أخرجه الترمذي، وصحّحه الألباني]
- دعاء النبيّ -صلى الله عليه وسلم- له بقول: (اللَّهمَّ عَلِّم مُعاويةَ الكتابَ والحسابَ وقِهِ العذابَ). [أخرجه ابن حبان وابن خزيمة في صحيحيْهما]
- ثبت عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: (كُنْتُ أَلْعَبُ مع الصِّبْيَانِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَتَوَارَيْتُ خَلْفَ بَابٍ، قالَ: فَجَاءَ فَحَطَأَنِي حَطْأَةً، وَقالَ: اذْهَبْ وَادْعُ لي مُعَاوِيَةَ، قالَ: فَجِئْتُ فَقُلتُ: هو يَأْكُلُ، قالَ: ثُمَّ قالَ لِيَ: اذْهَبْ فَادْعُ لي مُعَاوِيَةَ، قالَ: فَجِئْتُ فَقُلتُ: هو يَأْكُلُ، فَقالَ: لا أَشْبَعَ اللهُ بَطْنَهُ). [أخرجه مسلم]
وهذا الحديث الأخير هو منقبةٌ في حقّ معاوية -رضي الله عنه-، حيث قال أهل العلم إنّ الدّعاء هنا زكاة ورحمة وأجر لمعاوية، وبيّن بعض أهل العلم أنّ معنى "لا أشبع الله بطنه" أي: "لا أشبع الله بطنه في الدنيا حتى لا يكون ممن يجوع يوم القيامة.
وقد قال -صلى الله عليه وسلم-:
(اللَّهُمَّ إنَّما أنا بَشَرٌ، فأيُّما رَجُلٍ مِنَ المُسْلِمِينَ سَبَبْتُهُ، أوْ لَعَنْتُهُ، أوْ جَلَدْتُهُ، فاجْعَلْها له زَكاةً ورَحْمَةً)، [أخرجه مسلم] ولمعاوية -رضي الله عنه- العديد من
الفضائل التي لا تكفي الإجابة لذكرها، ونذكر أبرزها فيما يأتي:
- يدخل معاوية -رضي الله عنه- في عموم النّصوص الشرعية التي تُثني على الصحابة
مثل قول الله -تعالى-: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا). [الفتح:29]
- كان -رضي الله عنه- أوّل مَن ركب البحر
حيث ثبت عن أمّ حرام بنت ملحان -رضي الله عنها- أنّها قالت: (نَامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَوْمًا قَرِيبًا مِنِّي، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ يَتَبَسَّمُ، فَقُلتُ: ما أَضْحَكَكَ؟ قالَ: أُنَاسٌ مِن أُمَّتي عُرِضُوا عَلَيَّ يَرْكَبُونَ هذا البَحْرَ الأخْضَرَ كَالْمُلُوكِ علَى الأسِرَّةِ قالَتْ: فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي منهمْ فَدَعَا لَهَا).
وتُكمل -رضي الله عنها- الرواية فتقول: (ثُمَّ نَامَ الثَّانِيَةَ، فَفَعَلَ مِثْلَهَا، فَقالَتْ مِثْلَ قَوْلِهَا، فأجَابَهَا مِثْلَهَا فَقالَتْ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي منهمْ، فَقالَ: أَنْتِ مِنَ الأوَّلِينَ، فَخَرَجَتْ مع زَوْجِهَا عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ غَازِيًا أَوَّلَ ما رَكِبَ المُسْلِمُونَ البَحْرَ مع مُعَاوِيَةَ). [أخرجه البخاري]