يقولون دائماً بأن بداية الحل لكل المشاكل العاطفية والنفسية هو الوعي الذاتي، و لكن وعيي الذاتي جعلني أكره نفسي أكثر فكيف أتصرف حيال ذلك؟

2 إجابات
profile/ميس-نبيل-طمليه
ميس نبيل طمليه
كاتبة في مجال تطوير الذات الذكاء العاطفي في عدة مواقع إلكترونية (٢٠٠٧-حالياً)
.
١٨ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
أولاً أود أن أنصحك ألا تجعل شيئاً يؤثر على حبك واحترامك لذاتك ولا يهز صورتك أمام نفسك، فنحن لا نتقبل أن يكرهنا أحد ونجرح إن حصل ذلك، فكيف تقبل على نفسك أن تفعل هذا! حتى لو سبب لك وعيك الكبير مشكلات كثيرة فحاول البحث عن الحل دون أن تلوم نفسك وتكرهها، حتى لا تعود لنقطة الصفر في ثقتك بنفسك  فتضيّع وعيك بنفسك الذي بالتأكيد لم يأتِ في يوم وليلة، بل أنك اجتهدت كثيراً لتصل لهذه المرحلة منه من خلال تجاربك الحياتية أو ثقافتك...

هل تنطبق مقولة "كل شيء يزيد عن حده ينقلب ضده" على الوعي بالذات؟

بالتأكيد لا... فالوعي بالذات يشتمل على قدرة الشخص على التكيف مع محيطه وتقدير ذاته والتعامل مع الآخرين بطريقة مناسبة تنعكس إيجابياً عليهم وعليه هو شخصياً. إلا أن ما يحدث أحياناً مع الأشخاص الذين يمتلكون وعياً عالٍ بأنفسهم أنهم يضطرون للتعامل مع أشخاص عكسهم تماماً أي أن وعيهم بذاتهم متدنٍ جداً أو أنهم أشخاص غيورين أو لا يمتلكون مهارات الذكاء الاجتماعي والعاطفي ليعرفوا كيف يتعاملوا مع الأشحاص الواعين أو أحياناً قد يخاف البعض من التعامل مع الشخص الواعي إما لأنه يشعره بالنقص أو لأنه لا يتقبل النقد...
كما أن هناك تصرفات معينة قد يفعلها الشخص الواعٍ بنفسه تجعله يعتقد أن سبب فرار الناس منه أو عدم نجاحه اجتماعياً أو عملياً كان بسبب وعيه الكبير بنفسه...




ما هي الأمور والتصرفات التي قد يفعلها الشخص من دافع وعيه الذاتي الكبير؟

أعود وأكرر - عزيزي السائل- أنه ليس هناك شيء اسمه "وعي زائد بالنفس" فكلما زاد وعيك الذاتي كلما تحسنت علاقتك بذاتك وعلاقاتك مع الآخرين وحياتك بشكل عام، لكن تصرفات بعض هؤلاء الأشخاص الذي يمتلكون وعياً ذاتياً كبيراً قد تكون هي السبب في المشكلات التي يقعون بها، لذلك عليهم أن يعوا أكثر ليتخلصوا من هذه الصفات ... منها:

- كثرة انتقاد الآخرين: فتراه يتبع كثيراً ويدقق في كل صغيرة وكبيرة وينتقدها، فيفر الناس من حوله.
- التعالي على الآخرين: قد يجد هذا الشخص نفسه في مرتبة أعلى من باقي الناس ويتصرف على هذا الأساس.
- عدم الثقة بالآخرين: فيعتقد الشخص مثلاً أن الخدمات المقدمة له لا تلبي احتياجاته، ويعتقد أن الآخرين لن يستطيعوا أن يفهموا عليه فيبقى متشائماً طوال الوقت.
- التحليل الزائد للأمور: هذا بالطبع سوف يتعبك ويجعلك تعاني من كثرة التفكير وبالتالي الإرهاق.


تجربتي الشخصية...

عندما أردت الإجابة عن هذا السؤال في البداية تذكرت المشكلات الكبيرة التي وقعت بها في حياتي، لكنني عندما فكرت قليلاً وجدت أن الخطأ بي، فمثلاً عدم ثقتي بالآخرين يدل أنه ينقصني الكثير من الوعي الذاتي، وليس أنني أمتلك وعياً ذاتياً كبيرا!
فمثلاً أنا إنسانة عجولة جداً وأتوقع من الآخرين هذا وأعتقد أنهم إن أخذوا وقتهم لإنجاز مهمات معينة هذا يعني أنهم لا يستطيعون إنجازها، فقبل أيام سجلنا ابن أختي في مركز لذوي التحديات الخاصة، بعد أن سمعنا أنه من أفضل المراكز في المنطقة، لكنني لم أكن مرتاحة في البداية لأنني كنت أحلل كثيراً ولا أصدقهم وأتوقع الكثير منهم في فترة زمنية قليلة إلى أن استدعاني المدير التنفيذي وقال لي حرفياً "ثقافتك وشخصيتك عم بتسببلك مشاكل مع الناس"! عندها سرحت في كلامه واسترجعت تصرفاتي ووجدت أنه ينقصني الكثير من الوعي بالذات لأستطيع التخلص من التصرفات التي تسبب لي المشكلات،  فالوعي بالذات كلما زاد كلما كنت أكثر سعادة وليس العكس. فالسر هو أن من يجده الناس واعٍ بذاته بشكل زائد هو بالأساس ينقصه الكثير الكثير ليكون واعٍ بذاته.


  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 3 شخص بتأييد الإجابة
profile/ليلى-عمر
ليلى عمر
قرأت في تشريح الاكتئاب، للويس ولبرت.
.
٣٠ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
إذا كنت تؤمن بقوّة التجربة وتفوّقها في بعض الحالات على الاختصاص فتابع القراءة.
 
أنا لا أحب أن نكرّر على أنفسنا عبارات مضمونها "العذاب هو علّة الوعي" ونحن غير متأكّدين من كوننا واعين أصلًا، لكن ما تمرّ به من حالة إدراكٍ قويّ لمحيطك على اعتبار أنّه وعي وتشعر بأنّه يتسبب لك بكرهٍ لذاتك يحدث لسببين خرجت بهما مؤخّرًا: 

الأوّل عندما يُدرك الإنسان ما حوله فجأة، إثر النّضوج السّريع، فتحدث الفجوة، عكس ما يحدث عندما يتدرّج الإنسان في وعيه، فتصبح لديه حالة من الفُصام والتناقضات بين ما يفكّر فيه وما يحدث من حوله. 

والسّبب الثّاني والأهم هو دخول الإنسان في علاقة تحدٍّ ومواجهة مع العالم الخارجي، بما يحمله من صعوبات وعقبات تتمثّل في اكتشافه ذاته وأفكاره وعواطفه، أي أنّ هناك اختبارًا للإنسان في إدراك وجوده الذاتي، لأن مفهوم الوعي مرتبط بمدى إدراك الفرد لوجوده الذّاتي واكتشافه أفكاره وعواطفه التي في داخله، وفهم علاقة الذّات الواعية بمحيطها الخارجي. 

هذه الأسباب تتسبّب بحالة من الفُصام وكره الذّات، فالوعي في حدّ ذاته لا يكفي إذا ما قادك لإيجاد طرق لحل مشاكلك العاطفيّة والنّفسيّة، يجب أن يُلازم الوعي الذّكاء حتّى لا يدمّرنا، فإدراك المُحيط دون البحث عن وسائل لحلّ المشكلات يسبّب الألم فعلًا. 
ما تفعله حيال ذلك، أشغل وقتك، لا تُفرط في التّفكير في ذاتك، أعلم أنّ هذه الحلول رتيبة نوعًا ما لكن أنا لا أستطيع أن أقدّم حلولًا أكثر فهي متعلّقة للغاية بظروفٍ فرديّة، أنت ستبصر ذلك يومًا ما، سؤالك بداية المشوار فقط. 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 3 شخص بتأييد الإجابة