الحيتان القاتلة هي من أشد المفترسات شراسة Apex Predators. وتعتبر من أقوى المفترسات في المحيط. لديها القدرة للهجوم وفتك ضحاياها منهم أنواع من الحيتان وحتى القروش. في الحقيقة إن استراتيجيات الصيد المتبعة من قبل الحوت القاتل قد ساهمت في انقراض أضخم القروش التي عاشت يوما وهي الميجالدون Megalodon. يقول علماء الأحياء البحرية من الممكن أن الحيتان القاتلة أقصت تلك القروش العملاقة من الحياة لحماية سلاسل تزويدها بالغذاء ولحماية صغارها. وبالتالي يبدو من الخطر عدم اعتبار تلك الحيتان خطرة. ربما هم من أكفأ القتلة في مملكة الحيوان.
لكن السؤال هل هذا يعني أنهم خطيرين تجاهنا؟
يوجد فقط أربع حالات وفاة مسجلة من هجمات للحوت القاتل على البشر والملفت للنظر جميعها حدثت في حديقة ألعاب أو استعراضات مائية Water Marine Park, وهذه أماكن سكن غير طبيعية للحيتان حيث تتعرض للضغط العصبي والانهيار لأداء حركات معينة لتسلية الجمهور (كما حيوانات السيرك). وقد تم أيضا تسجيل نشاط عنيف وعدائي للحوت أدى لوقوع إصابات بين البشر وغالبا يهجم الحوت على مدربه. هذه التصرفات هي فريدة من نوعها وموثقة فقط في تلك الحدائق المائية.
في عام 2017 تم إعلان عن قتل الحوت تيليكوم Tilikum الذي تورط بقتل ثلاثة أشخاص في منتزه مائي في فلوريدا Aquamarine Park وقد هاجم عندها المدرب المائي المشهور عالمياً داون برنشاو Dawn Branchea. وقبل ذلك في عام 2009 هاجم حوت المدربة أليكسيس مارتينز Alexis Martinez وقتلها في منتزه مائي كذلك في إسبانيا.
الحيتان القاتلة في بيئتها الأصلية وهي تجوب الأعماق لم يسبق لها وقتل إنسان. يوجد تسجيلات لهجمات أدت لإصابات يقول الخبراء قد تكون ناجمة أن الحوت أخطأ في تحديد هوية فريسته أي عندما يتبين أنه بشر يتركه الحوت. وأيضا هجمات على قوارب لمحاولة قلبها ظناً من الحوت أنها تشكل تهديد. على مدى القرن الماضي تم تسجيل فقط سبع حالات من تلك الحوادث على طول السواحل وعبر المحيطات من بريطانيا وحتى نيوزيلندا.
السباحة بجانب الحوت القاتل لا يعتبر نشاطاً خطيراً. في حين أنها مفترسات قوية إلا أنها لا تظهر تهديداً مباشراً للإنسان. بالطبع يجب أخذ الحيطة والحذر بكل حال لكن كما أشرنا سابقاً عن حالات الهجوم لم تحدث في بيئتها الطبيعية بل في متنزهات مائية حيث محاولات ترويضها من قبل البشر قد تأتي بنتائج عكسية. ولا يعتبر الإنسان أصلا ضمن السلسلة الغذائية للحوت لذا اطمئن.