يجب أن تعلم أن كل إنسان له قرينان : قرين من الملائكة يأمره بالخير ويحثه عليه ويدعوه إليه ، وقرين من الجن يأمره بالمعصية ويزينها له ويدعوه إليها.
جاء في الحديث عند مسلم ( ما مِنكُم مِن أحَدٍ، إلَّا وقدْ وُكِّلَ به قَرِينُهُ مِنَ الجِنِّ قالوا: وإيَّاكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: وإيَّايَ، إلَّا أنَّ اللَّهَ أعانَنِي عليه فأسْلَمَ، فلا يَأْمُرُنِي إلَّا بخَيْرٍ.
قال الإمام مسلم : غَيْرَ أنَّ في حَديثِ سُفْيانَ وقدْ وُكِّلَ به قَرِينُهُ مِنَ الجِنِّ وقَرِينُهُ مِنَ المَلائِكَةِ.)
فإن كان السؤال عن قرينه من الجن ، فنحن لا نعلم ، أين يذهب هذا القرين ولا نص خاص في ذلك ، فقد يكون يقترن بشخص آخر ،وقد يذهب إلى عمل آخر من أعمال الشياطين فمن إغواء الإنس ومحاولة إيذائهم أو غير ذلك ، فالجن لهم عالم وحياة وتزاوج وتوالد ، ولا يظهر ان موت الإنسي سبب في موت قرينه ، إذ لا ارتباط بينهما في ذلك ، ولا تعلق لحياة أحدهما بحياة الآخر ، وإن كان الجن يموتون كما تموت الإنس ، أما ماذا يفعل بعد موت صاحبه فلا نعلم ولم نؤمر أن نبحث عن هذا العلم أو ننقب عليه لأنه لا ينبني عليه عمل ولا طائل من ورائه ، والعلم النافع هو الذي ينبني عليه عمل .
وكذلك الحال بالنسبة إلى قرينه من الملائكة فلا يظهر أنه يموت بموت صاحبه ولكن ماذا يحصل له بعد موت صاحبه وماذا يفعل فلا نعلم ، وإنما نعلم أنه يطيع الله ما أمره ويمتثل لأمره كما هم سائر الملائكة .
جاء في جواب للجنة الدائمة للإفتاء عن سؤال مشابه :
(أحوال الملائكة وشؤونهم من الغيبيات، ولا تُعرف إلا من قبل السمع، ولم يرد نص في موت كتبة الحسنات والسيئات عند موت من تولوا كتابة حسناته وسيئاته، ولا نص ببقاء حياتهم ولا عن مصيرهم، وذلك إلى الله وليس ما سئل عنه مما كُلِّفنا اعتقاده، ولا يتعلق به عمل، فالسؤال عن ذلك دخول فيما لا يعني؛ لذا ننصح السائل أن لا يدخل فيما لا يعنيه، وببذل جهده في السؤال عما يعود عليه وعلى المسلمين بالنفع في دينهم ودنياهم.)
والله أعلم