هل يمكننا معرفة ما يجول في عقول الحيوانات بطرقٍ ما؟

1 إجابات
profile/أريج-عالية-1
أريج عالية
educational consultant في freelance (٢٠١٨-حالياً)
.
١١ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
      يجيب مارك هاوزر ، أستاذ علم النفس بجامعة هارفارد: "بالطبع يفعلون ذلك". "كيف لم يتمكنوا من التفكير وإدارة البقاء على قيد الحياة في العالم؟".

استوقفني هذا السؤال مدةً من الزمن.  وتدافعت أسئلة فرعية أخرى ناتجة عنه. فإذا كانت الحيوانات تفكر، فكيف يكون ذلك؛ وقد اشتُهر أنها بلا عقل؟ وما الأشياء التي تفكر بها؟ وإذا كانت تفكر، فهل لديها القدرة على التخطيط؟ ثم أخذت أتأمل الأمور التي تقوم بها قططي. 

    لاحظت أن أحدهم لايحب الاقتراب مني، لأني من أقوم دومًا بالأعمال المؤذية- من وجهة نظره- فأنا من يقوم بقص أظافره، وتحميمه، ووضع الدواء في فمه عنوة عند مرضه. لذلك قرر أن يتجنبني، مع أنه يسمح لي أحيانًا بلمسه ويقتضي ذلك منه الكثير من التسامح والإقتناع. كما أنه يستعيد ذكريات طفولته معي من خلال النوم على بعضٍ من ملابسي مثل رداء الصلاة، أو يجلس على أريكتي، وأحيانًا  يتمسح بي عند قيامي بالعودة من عملي. استوقفني ما يفعله هذا القط، وكيف يفكر ويقرر، متى يود التعامل معي ومتى لا يرغب بذلك، جعلني أؤمن أن الحيوانات تمتلك عقولًا ذكية وواسعة التفكير بعكس معتقدات البعض.

    مع المزيد من التقدم في أبحاث الدماغ والأعصاب للحيوانات، وُجد أن الحيوانات المنزلية -وحتى البريّة-  تعرف بالضبط من نحن، ويعرفون من هم الغرباء. غالبًا ما يكونون سعداء جدًا، وفي بعض الأحيان يخافون من أشياء غريبة أو غير متأكدين مما يحدث.

إن الشيء الوحيد الذي لا يمكنهم فعله هو التحدث إلينا في جمل كاملة ، لكنهم يتواصلون طوال الوقت. إنهم يعرفون ما يودون القيام به ويمكنهم التخطيط قليلاً، لكن ليس بالكيفية التي نخطط نحن بها يوميًا وأسبوعيًا. لكنهم يعرفون متى يريدون الخروج أو متى يريدون حملنا على إخراجهم للجري أو المشي، ومتى يريدون منا أن نحضنهم أو نحملهم، أو نربّت عليهم. كما أنهم يعرفون الروتين اليومي لهم، فيميزون وقت إطعامهم ومكافأتهم، ويتذكرون أين نضع الأشياء التي يرغبون بها. كما يعرفون موعد عودتنا من العمل، فمثلًا لاحظ ابني ترقب قططنا عند قرب عودتنا من العمل وركوبنا للمصعد، وانتظارنا قرب الباب لاستقبالنا.

     يقوم العلماء بمسح أدمغة بعض الحيوانات مثل القرود والشمبانزي لقياس المهارات المعرفية لديهم. فكلما نظر العلماء بعمق في عقل الحيوان، اكتشفوا أنه مكان للثراء والفرح والفكر وحتى الفروق الدقيقة.   يشير هاوزر إلى أن "الحيوانات لديها أفكار مثيرة للاهتمام ، ولكن الطريقة الوحيدة التي يمكنها من خلالها نقلها هي الهمهمات والصراخ وغيرها من الأصوات والإيماءات، وعندما طور البشر الكلام ، حرروا أنواع الأفكار التي يمتلكها غير البشر. ثم عززت التغذية الراجعة بين اللغة والتفكير من وعي الإنسان الذاتي والوظائف المعرفية الأخرى "

    لقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن الحيوانات مخلوقات قادرة على التفكير والتأمل والقلق والشعور بالسعادة وغير ذلك. إلا أن ذلك يكون بدرجات متفاوتة، حتى لو كانوا من النوع نفسه. وعكس ما نتوقعه، فإن تلك القدرات أعمق مما نعتقده، فعقولهم ليست صحراء قاحلة جرداء لمجرد أنهم لا يشبهوننا، بل يستحقون منا التعرف على عقولهم بشكل أفضل.

     لنتذكر دومًا أن أفكار الحيوانات تشبه جمل لغة غير مألوفة. إنها مكونة من أجزاء بطريقة تختلف تمامًا عن الطريقة التي تتكون بها لغتنا من الكلمات. نتيجة لذلك، لا توجد عناصر في أفكار الحيوانات تتطابق مع كلماتنا ، وبالتالي لا توجد طريقة دقيقة لترجمة أفكارهم إلى جملنا.

المراجع :

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 4 شخص بتأييد الإجابة