لا تعد ولا تحصى الأسباب التي تجعلنا نعرف قدر الله سبحانه وتعالى ونحبه ونحمده, ففي الوقت الذي يظلم البشر فيه انفسهم, ويأكلون حقوق بعضهم البعض, ومنهم الأقرباء والجيران والإخوة والأخوات, من اجل متاع الدنيا الفاني, يقول سبحانه وتعالى في الحديث القدسي(يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا), وقد كان بامكانه سبحانه ان يظلم المخلوقات لو اراد ولن يمنعه احد, وهو الذي سوف يأخذ الحقوق لإصحابها يوم القيامة, وقد ينتصر للضعيف في الدنيا بدعوة مظلوم في جوف الليل, وما امرنا سبحانه بشئ الا فيه مصلحة لنا في الدنيا والآخرة, فكم من فقير معدم نام وهو شبعان بفضل اوامر الله بالإحسان للفقراء, وكم من عجوز قرت عيناه ببر اولاده في آخر عمره بفضل بر الوالدين الذي امرنا الله به, وكم معسر يسر الله عليه بفضل احسان الناس اليه ابتغاء مرضاة الله, وكم من فتاة عفت نفسها عن الحرام ابتغاء مرضاة الله, وكونت اسرة صالحة سعيدة, اما صفة الرحمة فحدث عنها ولا حرج, فما رحمة الوالدين باولادهم الا من الله, ومن الغريب ان الله سبحانه لا يطلب منا اي مقابل لقاء اتباع اوامره, بل ان اوامره هي لمصلحتنا فقط, ولا يحتاجنا في شيء لإنه الغني عن عباده, ومع ذلك يكافأنا بالجنة ان اتبعنا اوامره.