هل يمكنك أن تشرح لي ما هو تحدي سيكادا 3301؟

 

سيكادا 3301 هو اسم مستعار لمنظمة مجهولة نشرت أحجيات على شبكة الإنترنت ثلاث مرات، وكان الهدف منها تجنيد مخترقي الشفرات من عموم الناس. بدأت الأحجية الأولى في الرابع من يناير عام 2012، فنشرت على موقع 4chan وظلت قرابة الشهر. ثم بدأت الجولة الثانية بعد عام تقريبًا، أي في الرابع من يناير عام 2013، ثم تلتها جولة ثالثة بالاعتماد على إحدى الأدلة المنشورة على تويتر في الرابع من يناير عام 2014، لكن لم تحل الأحجية الثالثة حتى الآن. وكان الهدف المصرح به من الأحاجي تعيين أفراد أذكياء عبر تقديم سلسلة من الأحاجي اللازم حلها، والجدير بالذكر أنه لم تنشر أحجية جديدة في الرابع من يناير عام 2015، لكن أغلب الظن أن دليلًا جديدًا لحل الأحجية نشر على تويتر في الخامس من يناير عام 2016. 

ركرت الأحاجي في طبيعتها على أمن البيانات والتشفير وفن إخفاء المعلومات (ستيغانوغرافي)، واعتبرها مجتمع الإنترنت إحدى أكثر الأحاجي غموضًا في عصر الإنترنت، وما زالت مصنفة ضمن أكثر الأحاجي غير المحلولة غموضًا على الإنترنت، وما زالت كثير من الشكوك تدور حولها، ما حمل العديد إلى ربطها بمنظمات سرية أو حكومية مثل وكالة الأمن القومي الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية وجهاز الاستخبارات البريطاني أو منظمات ماسونية أو نظريات المؤامرة. 

وزعم آخرون أن سيكادا 3301 هي لعبة واقع بديل، ومع ذلك، لم تتبناها شركة أو فرد في سعي لجني الأموال منها. ومن المتوقع إطلاق فلم (Dark Web: Cicada) خلال العام 2021 ليروي قصة المنظمة وأحاجيها. 

الهدف

في كل عام، كان الغرض المعلن من الأحاجي توظيف أفراد أذكياء للغاية، غير أن عملية التوظيف نفسها ما زالت مجهولة. ويزعم البعض أن سيكادا 3301 هو عبارة عن منظمة سرية هدفها تحسين علم التشفير والخصوصية والسرية. كما زعم آخرون أنها عبارة عن طائفة دينية. 

ووفقًا لتصريحات كثيرين ممن استطاعوا فك أحجية العام 2021، تستخدم سيكادا 3301 عادة أساليب تجنيد لا تمت بصلة لأحاجيها، لكنها أطلقت هذه الأحاجي لأنها تبحث عن أفراد محتملين ممن يمتلكون مهارات التشفير الكافية وعلى اطلاع كبير بمهارات الحاسوب الأمنية. 

النتائج

استطاع ماركوس وانر حل أحجية العام 2012، وذكر أن الذين استطاعوا حل الأحجية حصلوا على مجموعة من الأسئلة، تتعدد طبيعها من مدى دعمهم لحرية المعلومات إلى الخصوصية على الإنترنت والحرية وحتى إلى رفضهم الرقابة. وبعد الإجابة وفقًا لما تقتضيه أهداف المنظمة، يتم دعوة أولئك الأفراد إلى منتدى خاص، حيث يوعز إليهم بإتمام المشروع الموكل لهم سعيًا لتوطيد أفكار المنظمة فيهم. وأشار ماركوس إلى أنه لم ينه عمله على المشروع ثم فوجئ بإزالة الموقع. 

أشكال الأدلة 

نشرت سيكادا 3301 أدلتها بالاستعانة بمختلف الوسائط، منها الإنترنت والهاتف والموسيقى وأنظمة لينكس والصور الرقمية وحتى الأوراق المادية والكتب المشفرة غير المنشورة. على سبيل المثال، كانت معظم صحفات كتاب (Liber Primus) مشفرة، ولم يتم فك تشفير إلى بعض الصفحات. 

اتهامات ضد سيكادا 3301

اتهامات بمارسة أنشطة غير قانونية 

صرحت سلطات حكومة تشيلي أن سيكادا 3301 عبارة عن مجموعة مخترقين منخرطين في أنشطة غير قانونية، وردت المنظمة على هذا الاتهام بإصدار تصريح ينكر أي انخراط لها بمثل هذه الأنشطة. 

 

مزاعم بأنها طائفة دينية 

بعد أن حصلت المنظمة على الشهرة وحازت اهتمام الرأي العام، صرح الكثير بأن أحاجي المنظمة عبارة عن مقدمة لمبادئ طائفة دينية، وربما دعوة للانضمام. ومن هذا المنطلق، أخذ تيم ديلي، الباحث في العلوم المسيحية المحافظة، على عاتقه تحليل تعاليم سيكادا 3301، وصرح "يبدو أن هذه المنظمة المبهمة تجر المشاركين بلا هوادة نحو شباك بلافاتسكي الثيوصوفية وتعاليم كراولي الدينية." 

وذكر آخرون أن أحاجي سيكادا 3301 تمثل النظير التكنولوجي المعاصر لرحلة تنوير حركات الباطنية الغربية.