هل يمكنك أن تشرح لي عن علم الخيمياء؟ ما مدى ارتباطه بالكيمياء؟

1 إجابات
profile/هاشم-التويجر
هاشم التويجر
خيميائي
.
١٥ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الخيمياء alchemy
كانت البداية من مصر القديمة حيث الطموح الفرعوني من أجل الخلود و البقاء دفعهم لتكوين تقنيات فرعونية عديدة مثل التحنيط و ابتكار مواد سامة تقتل كل من يقترب من المقابر الفرعونية،

(خـيـم) ،
مصطلح فرعونيّ يشير إلى الأراضي الخصبة التي كان يفيض عليها النيل.

ظلت هذه الممارسات تتطور و تتقدم لخدمة مشروع الخلود، لم يخلد أحد من الفراعنة لكن جزء من أحلامهم تحققت فأجسادهم تم الحفاظ عليها بشتى الطرق الخيميائية المصرية و بقيت  حاضرةً شاهدةً على حضارتهم إلى يومنا هذا.

بعد غزو الإسكندر المقدوني مصر انتقلت جميع هذه الأفكار إلى حضارة جديدة نحو اليونان عاصمة الفلسفة و العلم معاً،
تم دمج الكثير من أفكار الفلاسفة اليونانيّن مع الطرق المصرية و خلصوا لمفاهيم جديدة غير التي كانت سائدة من آلية تكوين المادة من النار و الماء و الهواء و التراب فأصبح الطموح هو الحصول على إكسير الحياة و حجر الفلاسفة تحويل المعادن المنخفضة القيمة إلى ذهب خالص.
لم تخلو الحضارات الهندية و الصينية من المزيد من المحاولات من خلال المعادن و النباتات للمزيد من إطالة عمر الإنسان.

أضاف العرب المسلمين لمستهم و تم تعريب الإسم و تعريفه بأل التعريف فأصبح معروفاً إلى اليوم بـالخيمياء alchemy.

من وجهة نظري الخاصة فإن جميع هذه المحاولات العالمية لم تكن لتثمر عن علم تطبيقي عظيم ألا و هو علم الكيمياء، لولا جهود العرب الذين استثنوا الجانب الروحي من كل هذه المعارف الخيميائية التي تمت دراستها و بطريقة عربية إسلامية ،
فقد حدد الإسلام للمسلمين العرب طريق خلودهم و كان واضحاً جلياً لهم أن الموت حق على الجميع و بهذا ذهبت كل التجارب نحو تحويل المادة العادية إلى ذهب خالص،

و من خلال هذه التجارب تم اكتشاف العديد من التقنيات مثل التقطير التي استطاع العرب من خلالها استخلاص الزيوت الطبية و العطرية و تحويلها لأدوية و عطور و ما زالت هذه التقنية أساس كل عبوة عطر تنتج من دور العطور العالمية.

ليس هذا و حسب بل و استطاع العرب نزع الجانب الفلسفي من الخيمياء و جعله علم تطبيقي بحت.
بعد وصول كل هذه المعارف إلى الأندلس تم تصديرها إلى الغرب الذين واصلوا مسيرة هذا العلم،
و لكن تمخض عن ذلك خلافات بين أتباع التطبيق و العلم و بين أتباع الفلسفة الخيميائية القديمة،

تابع علم الكيمياء تطوره بفضل جابر بن حيّان أبو الكيمياء كما يصفه الغرب و استمر العلم في التطور حتى نجح العلماء في العصر الحديث في تحقيق و تحويل الذهب من الرصاص "مخبرياً" و أما الخيمياء بقيت مكانها و اندثرت إلى أن جاء الكاتب الشهير باولو كويلو بكتابة رواية عالمية تُرجمت إلى 81 لغة و حازت على لقب جينس لأكثر كتاب تمت ترجمته لمؤلف ما زال حياً
كان اسم هذه الرواية الخيميائي،
لقد كان الخيميائي و بحسب باولو كويلو الرجل الطموح الذي يمتلك أحلاماً عظيمة و يفقه الكثير من أسرار الكون و تجاربه.

اليوم لا توجد مدرسة أو جامعة تدرس الخيمياء، لكن لنتفق فيما بيننا أن الخيمياء هي الحلم الذي تتبعه بشغف دون الإكتراث للعقبات و العوائق، لنتفق أن حلمك يستحق الخلود في ذهنك لتكسر كل القواعد من أجل تحقيقه بعلم و منطق و عمل
و أما الخيميائي الكيميائي العربي جابر بن حيّان فأعلنها منذ ذلك الوقت:
" و مِلاكُ كمال هذه الصنعة العملُ و التجربة فمن لم يعمل و من لا يجرب لم يظفر بشيء أبداً". 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 3 شخص بتأييد الإجابة