هذه الذكريات لا تختفي ابدًا! حيث أن المخ له آلية معينة في تخزين هذه الذكريات.
تتشكل الذكريات من خلال تغييرات طويلة الأجل في فاعلية عملية التشابك، وهي عملية تُعرف باسم اللدونة المشبكية synaptic plasticity، ويتم تخزينها في الدماغ في مجموعات عصبية محددة تُسمى خلايا إنجرام، التي يتم تنشيطها في أثناء الأحداث المقابلة.
يتم إنشاء أنواع مختلفة من الذاكرة وتخزينها بطرق مختلفة وفي مناطق مختلفة من الدماغ. لا يزال الباحثون يحددون التفاصيل بدقة ، لكنهم يعرفون أن ذكريات السيرة الذاتية - تلك المتعلقة بالأحداث التي تم تجربتها شخصيًا - تبدأ في اتخاذ شكل دائم في جزء من الدماغ يسمى الحُصين ، في الساعات والأيام التي تلي الحدث. تتواصل الخلايا العصبية مع بعضها البعض من خلال نقاط الاشتباك العصبي - وهي وصلات بين هذه الخلايا تتضمن فجوة صغيرة يمكن عبرها إرسال رسائل كيميائية. يمكن توصيل كل خلية عصبية بآلاف مثلها بهذه الطريقة.
من خلال عملية اللدونة المشبكية ، تنتج الخلايا العصبية باستمرار بروتينات جديدة لإعادة تشكيل أجزاء من المشبك، مثل مستقبلات هذه المواد الكيميائية، والتي تمكن الخلايا العصبية من تقوية روابطها مع بعضها البعض بشكل انتقائي. يؤدي ذلك إلى إنشاء شبكة من الخلايا تعمل معًا على ترميز الذاكرة. كلما تم استدعاء الذاكرة في كثير من الأحيان، أصبحت شبكتها العصبية أقوى. وبمرور الوقت، ومن خلال الاسترجاع المستمر، تصبح الذاكرة مشفرة في كل من الحُصين والقشرة. وفي النهاية، تبقى بشكل مستقل في القشرة، حيث يتم تخزينها على المدى الطويل.
وحينما تتعرض لموقف ما، أو حدوث ضرر أو تلف، يقوم المخ تلقائيًا بتعويض التلف من خلال بناء بروتينات جديدة تعمل كذاكرة داخلية او ما يسمى بالاسترجاع recovery، فيبقى الشخص محتفظٌا بها. عند منع هذه البروتينات أو إيقاف تصنيعها، يتم محو أو إزالة تلك الذاكرة السيئة. المحو يكون بشكل كلي ودائم؛ ولن ترجع مع كل محاولات استرجاعها سواء كانت بشكل طبيعي أو بإثارة خلايا المخ المسؤولة عن هذه الذاكرة.
للمزيد من المعلومات، تابع الروابط التالية: