لبس المرأة الطاقية فوق الحجاب له صورتان:
الصورة الأولى: أن يكون الحجاب شرعياً وتتوفر فيه صفات الحجاب الشرعي من ستره جميع رأس وكونه ليس ضيقاً وليس زينة بحد ذاته، ثم لبست البنت الطاقية فوقه لتقيها من الشمس أو لحاجة أخرى، فهذا جائز، لأن الطاقية ليس زينة بحد ذاتها في هذه الحال وحجابها شرعي، فلم يكن في ذلك مانع.
الصورة الثانية: وإذا كان المقصود هو لبس الطاقية كزينة فوق الحجاب بحيث يصبح كأن الطاقية هو حجاب المرأة فلا يجوز ذلك إلا عند الضرورة إلى ذلك، كأن خافت على حياتها أو خافت ضرراً يلحق بها أو بمن معها إذا ظهر حجابها في موقف معين، فلبست الطاقية حتى تخفي حجابها أو يظهر أنه زينة فقط.
أما إذا كان لبسه لمجرد الزينة والمنظر فلا يجوز ذلك على الصحيح، كما تفعل كثير من النساء في عصرنا هداهن الله من لبس الحجاب على شكل طاقية أو تغطية الرأس بقطعة قماش ولبس طاقية فوقها.
لأن الحجاب الشرعي له مواصفات منها:
ألا يكون زينة في ذاته، لأن المقصود من الحجاب الشرعي هو تغطية زينة المرأة عن الرجال الأجانب وسترها عنهم، بحيث لا تكون زينة المرأة فتنة للأجانب، ولبس طاقية أو غطاء الرأس يجعل الحجاب زينة بحد ذاته، ويجعله لافتاً للنظر، وهو ما يتناقض مع مقصود الحجاب.
ثم قد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا) (رواه مسلم)
قال العلماء في تفسير معنى (رؤوسهن كأسنمة البخث): "يعظمن رؤوسهن بالخمر والعمائم وغيرها مما يلف على الرأس حتى تشبه أسنمة الإبل البخت".
ولبس الطاقية فوق الحجاب قريب من المنهي عنه في الحديث.
والله تعالى قد أمر المؤمنات بإدناء الجلباب كما في سورة الأحزاب، وإدناء الجلباب لا يتطابق مع لبس المرأة الطاقية فوق الحجاب.
والله أعلم