لا أخفيكم أنَّه في رحلتي للبحثِ عن جواب ِهذا السؤال وجدتُ صورًا مركبةً مضللةً للعقلِ البشريِّ تحتَ عناوين كثيرة غير صحيحة تنصُ على إمكانيةِ هذا التهجين لإنتاج حيوان يحمل صفات الأسد والكلب في آن واحد..
لا أُريدكم أَن تقعوا في هذا اللُبس فإمكانية تزاوجهم شبه مستحيلة وسأوضع لكم هذا... يتم التهجين سواء كان بطريقة طبيعية أو عن طريق الإنتقاء الصناعي للحيوانات، حيث من الممكن تدخل اليد البشرية في التزاوج أيضًا، بنقل الحيوانات المنوية بينهم، شريطةَ أن تكون الحيوانات تتبع نفس السلالة ولا تختلف بالفصيلة وأعلمكم أن الكلب والأسد يندرجان من فصيلتين مختلفتين ولا يمكن التزاوج بينهم.
حيث أن الأسد من فصيلة السنوريات، ويعتبر أحد السنوريات الكبيرة، المنتمية لجنس النمر، ويُعدُ ثاني أكبر السنوريات في العالم بعد الببر، وتَضم ُهذه الفصيلة سلالات الببور والنمور والفهود والقطط كذلك، فيمكن للحيوانات التي لها نفس الفصيلة التزاوج لإنتاج نسل يتشارك في صفات كل من الوالدين، ونتج عن تهجين هذه السلالة العديد من الحيوانات كحيوان الليجر، الذي هو ناتج من تزاوج ذكر الأسد مع أنثى النمر، حيث وصل حجم هذا الحيوان الهجين إلى 440 كيلو جرام، مما يعني أنه يفوق كثيرًا حجم الأسد وحجم النمر فقد ظهرت به سمةٌ جديدةٌ تميزت على الفصائل المشتركة، وكذلك الليجون الذي نتج عن تزاوج ذكر نمر مع أنثى أسد، وغيرهم من الحيوانات الناتجة عن تزاوج هذه الفصيلة.
ومن الجدير بالذكر أن الكلب ينتمي إلى الفصيلة الكلبية التي تضم العديد من الحيوانات كالذئاب والثعالب وابن آوى، ويتم تهجين هذه السلالات لإنتاج أفراد يحملون خصائص جديدةً مميزةً، ويعد الكلب من أكثر الحيوانات التي سعى الإنسان منذ عصور قديمة لتطوير سلالاتها، حفاظًا على الخصائصِ المميزةِ فيها وتطويرها وتعزيزها، بما يتفق مع الغرض المستهدف منها، للرعي أو الصيد أو الحراسة، ويُعَدُ كلب الذئب التشيكوسلوفاني وكلب الذئب ساروس والولفدوج مثالًا عن الكلاب المجنهة، ويتسنى لي أن أخبركم أن هناك كلب يشبه الأسد في شكله طبيعيًا دون تهجين هوالتيبتان ماستيف فهو يتميز بالضخامة والذكاء الشديد وسمي الكلب الأسد للشبه بينهم.
واعلموا أن التهجين هو ليس بالفكر الجديد، فمنذ القدم سعى الإنسان إلى إنتاج فصائل جديدة، فوجدنا أفكارهم مرسومة على جدران كهوفهم ومعابدهم، كالحصان المجنح بالحضارة الإغريقية وأبو الهول بزمن الفراعنة والجريفن في الحضارة البابلية، فمع تطور العلم والتكنولوجيا والدراسات بدأ تدخل الإنسان في تكاثر الكائنات الحية، وتحسين صفاتها الوراثية بناءً على علم الجينات وغيره، وتسخيرها للحصول على منافع أكثر منها، وهناك العديد من الكائنات الحية، التي تم تهجينها والاستفادة من الخصائص المحسنة منها، كالكاما حيث يتم تهجين ذكر الجمل وأنثى الأما عن طريق التلقيح الصناعي، والزبرويد وهو نسل نتج من تزاوج الحمار الوحشي مع الخيول البرية، والبيفالو وهونسل ناتج عن تزاوج البقر مع الجاموس، والولفن وهو نتاج تزاوج الحوت مع الدلفين والدب القطبي الأشيب وهو ناتج عن دب قطبي مع دب بني، والعديد العديد من الأمثلة التي لا حصر لها.
ومن الجدير بالذكر أيضًا أن العلماء قد واجهوا مشاكل كثيرة من الفصائل الناتجة من تدخل البشرية، كعيوب عقلية وصحية وغرائزية للكائنات، فطالما واجهوا مشاكل كتوحش شديد للحيوانات مما اضطروا إلى قتلهم، وعدم الوصول على نتائج مرضية كالاستمراروالتكائر وغيرها الكثير من المشكلات، وما زالت الأبحاث والدراسات والتجارب مستمرة، حول هذا الموضوع، بغرض التطوير والتحسين، لما وجِدَ من فارق كبير وتحسن ملحوظ في الكثير من السمات الوظيفية للحيوانات.