نعم، قد يخون الرجل وهو يحب بشكل حقيقي وذلك عندما:
أولا: وجود تنشئة بيئية معينة؛
بحيث ينشأ في بيئة ترى في تصرفات الرجل ليس فيها من العيب من شيء ومباح فيها كل التصرفات وعلى الزوجة أو الشريكة تقبل هذه السلوكيات، لأن الرجل يحق له كل شيء.
هنا يرى الرجل نفسه غير مخطئ ولا بأي شكل ومن الممكن أنه يعيد الكرة حتى وإن سبب له هذا الأمر بعض المشكلات والصعاب، فهو يرى في هذا السوك نوع من أنواع الرجولة والحرية والسيطرة، ما يحقق له الرضا النفسي، نتيجة وجود تقدير مجتمعي ضمن البيئة التي هو فيها.
ثانيًا: وجود الإهمال؛
قد يكون الرجل محب للمرأة وبشكل كبير إلا أنها غير قادرة على تقديم الاهتمام اللازم، وحسب هرم ماسلو للحاجات الإنسانية فإن الحاجة للاهتمام ضمن العلاقات الاجتماعية أمر مهم ولا بد من تلبيته.
عند عدم تلبية هذا المتطلب وخاصة في العلاقات العاطفة أو الزوجية يظهر الشعور بتدني تقدير الذات، وتكون الخيانة رد فعل.
هنا يلجأ الرجل للخيانة ليثبت أن حبه للمرأة حقيقي ويمكن أن يقدر كشخص من قبل امرأة أخرى، ليشعر بأنه يمتلك الكفاءة الحقيقية، قد يكون رد الفعل بالخيانة هنا سبب لتطور وزيادة الشعور بالحب للشعور بالندم، وسبب في تطور بعض التوتر والقلق النفسي للشعور بالعار.
ثالثَا: خلو العلاقة من الحدود (الأخلاقية، الثقافية، العقدية)؛
قد تكون العلاقة ما بين الرجل والمرأة فيها قدر كبير من الحرية وخالية من الحدود بحيث يرى الرجل نفسه قادر على فعل أي أمر.
وهنا وعلى الرغم من الحب قد يلجأ الرجل للخيانة نتيجة وجود نسق فكري يبرر الخيانة ويربطها بالحرية الشخصية، ولأن الحدود غير متوافرة من قبل الطرفين لا يمكن رؤية الأثر المترتب على الخيانة لا على المرأة ولا على الرجل.
يمكن أن يكون هذا السوك صادر وبشكل كبير عن الأشخاص المتحررين وبشكل كبير والغير متلزمين بالعقائد والأخلاق والثقافة المجتمعية، ويوجد مثل هذا النوع من الناس وخاصة لدى الذين ينظرون للخيانة التي تلبي الحاجات الجنسية على أنها أمر لا بد من تحقيقه دون أي قيود، فالإنسان خلق للمتعة من وجهة نظرهم لا للتقيد.
رابعًا: وجود بعض الإضرابات النفسية؛
قد يخون الرجل المرأة التي يحب وتظهر الخيانة كعرض من العوارض الاضطراب لا كشل من أشكال الاضطراب النفسي، ومن أهم الاضطرابات التي قد تُظهر الخيانة على الرغم من وجود الحب:
- إدمان الجنس؛ وهذا النوع من الإدمان يكون فيه الرجل مدمن كما لو كان مدمن على المخدرات والحاجة الجنسية لديه هي حاجة قهرية لا بد من تلبيتها بغض النظر عن الوقت والظروف، فهنا يكون الحب موجود لكن الإدمان ظاهر ويتحكم بهذا الشخص لا العكس.
والإدمان الجنسي سبب في أن يكون الرجل في حالة بحث دائمة عن العلاقات الغير عادية والغير قانونية (خيانة) للشعور بأنه في حالة من الأمان.
ومن أهم الأعراض لدى هذا الشخص والذي تفسر خيانته على الرغم من وجود الحب بينه وبين الزوجة:
- وجود الأفكار والتخيلات الجنسية بشكل مزمن.
- الكذب حول النشاطات الجنسية
- الشعور بالندم والذنب بعد ممارسة الخيانة
- اضطرابات الشخصية؛ وفي هذا النوع من الاضطراب يعاني الشخص فيه من بعض المشكلات على فهم الموقف والتعامل مع الأشخاص على الرغم من وجود مشاعر الحب، ومن الأمور التي تجعل من الخيانة موجودة في مثل هذه الحالة:
- فقدان الثقة ووجود الشك بشكل دائم بشكل غير مبرر ومفهوم لوجود أفكار وخبرات سابقة تم التعرض لها.
- الشك في ولاء واستحقاق الآخرين.
- العجز عن الاستمتاع بمعظم الأنشطة لوجد مشكلات من قبل الشخص نفسه أو من قبل الزوجة.