هل يمكن أن تتطور الأجهزة لتكشف لنا عالم الغيب مثل الجن والملائكة؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٩ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لا أعتقد بأن العلم سيتمكن من الكشف عن عالم الجن والملائكة لأن هذا كله من الأمور الغيبية التي حجبها الله تعالى عن الإنس.

-فعالم الجن والملائكة هو عالم غيبي في الدنيا ولا يمكن الكشف أو معرفة أي شيء يخص الجن أو الملائكة.

-فالجن خلقت من نار والملائكة من نور وهذا كفيل بأن أي جهاز سوف يخترع لكشف عالم الجن والملائكة سوف يتم إحراقه بسهولة، ولن تكون هناك أي أجهزة متطورة للكشف عن أي عالم يخص الملائكة أو الجن.

والإنسان يرى الملائكة أثناء احتضاره وقبيل خروج روحه فتبشره بالجنة إن كان من أهلها، وتبشره بالنار إن كان من أهلها، والدليل على هذا الكلام الحديث الصحيح الذي رواه الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ، نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ، اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ... وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ، نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ، مَعَهُمُ الْمُسُوحُ، فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ، حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ، اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللهِ وَغَضَبٍ، فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ، فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ، فَيَأْخُذُهَا...) أخرجه أحمد، وصححه الألباني في "صحيح الجامع"
 
-وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ شَهِدَتْهُ الْمَلَائِكَةُ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ وَبَشَّرُوهُ بِالْجَنَّةِ".

-وقال الإمام ابن القيم رحمه الله:
"تنزل الملائكة على المحتضر وتجلس قريبا منه ويشاهدهم عيانا ويتحدثون عنده، ومعهم الأكفان والحنوط، إما من الجنة وإما من النار، ويؤمنون على دعاء الحاضرين بالخير والشر، وقد يسلمون على المحتضر ويرد عليهم تارة بلفظه وتارة بإشارته وتارة بقلبه، حيث لا يتمكن من نطق ولا إشارة".
 
-وقال أيضاً في كتابه الروح:" وأبلغ وأكفى من ذلك كله قول الله عز وجل: (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ) سورة الواقعة (83 - 85). أي: أقرب إليه بملائكتنا ورسلنا، ولكنكم لا ترونهم، فهذا أول الأمر، وهو غير مرئي لنا ولا مشاهد، وهو في هذه الدار.
ثم يمد الملك يده إلى الروح فيقبضها ويخاطبها، والحاضرون لا يرونه ولا يسمعونه، ثم تخرج فيخرج لها نور مثل شعاع الشمس ورائحة أطيب من رائحة المسك، والحاضرون لا يرون ذلك ولا يشمونه، ثم تصعد بين سماطين من الملائكة والحاضرون لا يرونهم"

- وعليه: فعالم الجن وعالم الملائكة من العوالم الغيبية عنا لا يمكن معرفتها أو الكشف عنها في الدنيا، أما في الآخرة فسوف نرى الملائكة لأن الله تعالى يقول: (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [سورة الزمر: 75].

- أما الكافر فسوف يرى الملائكة بشكل مرعب وبخاصة لحظة الموت، يصور لنا القرآن هذا المشهد: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) [سورة الأنعام: 93].