لا لا يكون الانجذاب العاطفي متبادل بالضرورة، حيث أن الانجذاب العاطفي هو نوع مختلف عن الانجذاب الجسدي والذي يعتمد على المظهر حيث أن المظهر الوسيم من كلا الطرفين قد يكون سبب في جعل الانجذاب متبادل غالبًا، لكن الأمر مختلف في الانجذاب العاطفي حيث أنه يجعلك تشعر بالتواصل بطريقة دائمة ذات معزى تستند إلى أشياء مثل قيم الشخص وشخصيته وطريقة تعامله واهتمامه.
ومن الأمور التي لا تجعل الانجذاب العاطفي متبادل بالضرورة بين الأشخاص اختلاف والتوجهات والمبادئ، فمثلا قد تنجذب وبطريقة عاطفية لشخص ما لأن لديه توجه معين وأهداف خاصة تراها بشكل من الأشكال تتسق مع ما لديك من توجه وتصور، لكن في المقابل هذا الشخص الذي انجذبت له عاطفيًا يختلف في ما لديه من تصور مع ما لديك، ومن هنا يكون الانجذاب حص من طرف واحد فقط.
كما أن الانجذاب العاطفي غالبًا ما يرتبط بمستوى التواصل والشعور بالفهم والاهتمام، ولكن هنا لا بد من التفريق ما بين ما في الانجذاب وما بين العلاقات الأخرى ففي كثير من الأحيان يكون الأصدقاء بينهم هذا النوع من التواصل والتفاهم والاهتمام لكن لا يرقى لأن يكون في مستوى الانجذاب العاطفي وكثير ما قد نسمع أن الأصدقاء فقدوا علاقاتهم لأن أحد منهم حاول التعبير عن ما لديه من انجذاب عاطفي لكن لم يجد هذا التبادل من قبل الآخر، وأصبحت العلاقة محرجة ولا يمكن الاستمرار بها أكثر من ذلك.
ومن الأمور التي تساعد على الشعور بالانجذاب العاطفي الشعور بالراحة ولقبول والأمن، وهذه المشاعر لا يمكن أن تتواجد بالضروربه بين من يظهر الانجذاب وبين من يظهر اليه الانجذاب فما أجده أساس للشعور بالأمن في هذا الشخص قد لا يكون متواجد لدي وبالتالي لن يكون هنا الانجذاب متبادل.
ومن ناحية أخرى قد يكون الانجذاب العاطفي مقابل بانجذاب جسدي، وليس عاطفي، ففي بعض الأحيان قد ينجذب شخص ما لآخر لأنه يمتلك روح الدعابة والمرح والقدرة على الحوار والحديث والتواصل والتفهم، إلا أنه في المقابل قد يكون هذا الشخص المرح لديه إعجاب جسدي لا عاطفي لمن يقدم له الإعجاب العاطفي وهذا الأمر يعتمد اعتماد كلي على النظرة والتوجه للشخص، ولا يمكن أن نقول هنا أن الانجذاب الموجود والمتبادل هو انجذاب عاطفي.
ومن العلامات التي قد تدل على وجود الانجذاب العاطفي ما بينك وبين الشخص الآخر ويمكن هنا أن نقول أنه متبادل بالضرورة:
- التواجد مع شخص يشعرك بالرعاية والتفهم بطريقة مختلفة عن طريقة اهتمام الأصدقاء، أي فيها لغة جسد تدل على مشاعر مختلفة عن مشاعر الصداقة ومنها نظرات العيون، واحمرار الوجنتين، الارتجاف، تقديم الاهتمام بطريقة ملحة دون انقطاع مع وجود الأولوية.
- تبادل أطراف الحديث بطريقة فيها الكثير من الاتفاق ومحاولة جعلك محور الحديث بالنسبة للطرف الآخر وبشكل متبادل بين الطرفين، فعندما يتحدث الشخص بأنه مثلا كان يقوم بفعل ما وكنت من أحد الأشخاص على باله وبادلت هذا الشخص بنفس هذا الفعل والعبارة يمكن هنا أن يكون الانجذاب متبادل.
- تبادل الحديث ولفترات طويلة وفي أي وقت في أمور مختلفة وبمختلف المجالات والتي يكون الهدف منها التعمق للتعرف كل طرف على الآخر، هنا يمكن القول بأن الانجذاب العاطفي متبادل، ويمكن أن يكون الحديث عن الأهل ذكريات المدرسة الحالة النفسية, والتي قد تكون سبب في إيجاد القواسم المشتركة التي تعزز الانجذاب العاطفي.
- التحدث عن الصفات الإيجابية والإخبار عنها عندما تتحدث عن الشخص المنجذب إليه عاطفيا للآخرين وما لديه من صفات ويقوم الأخر بالحديث عنك أيضا وعن ما لديك من صفات يمكن أن تكون هذه العلامة للإنجذاب العاطفي المتبادل.