هل يقل أجر الدعاء أو احتمال استجابته إذا دعوت بلهجتي وطريقتي إذ إنني لا أجيد تنسيق الكلام

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٦ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
لا يقل أجر الدعاء ولا يوجد علاقة بين استجابته وبين تنسيقه وتنميقه، فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله إني لا أحسن دندنتك، فعلمني: فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ له : كَيفَ تقولُ في الصَّلاةِ، قالَ: أتَشَهَّدُ وأقولُ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ، وأَعوذُ بِكَ منَ النَّارِ أما إنِّي لا أُحسنُ دَندنتَكَ ولا دَندنةَ مُعاذٍ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: حولَها نُدَنْدنُ) حسنه الألباني.

- فالدعاء يقبل ويستجاب إذا كان وفق شروطه وهي :
1- أن لا يسأل ويدعو إلا الله تعالى ففي الحديث (إذا سألت فاسأل الله) 
2- التوسل والإلحاح على الله تعالى بالدعاء فإن الله تعالى يحب العبد اللحوح.
3- أن لا يستعجل الإجابة.
4- أن لا يكون في الدعاء إثم أو قطيعة رحم .
5- أن يثق بالله تعالى ويوقن بالإجابة.
6- إاستحضارالقلب والنية الخالصة في الدعاء.
7- إطابة المأكل والمشرب والملبس ففي الحديث: (أطب مطعمك تستجب دعوتك)

- ومما لا شك فيه أن حسن الدعاء هو إلهام وتوفيق من الله تعالى:

- قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في (اقتضاء الصراط المستقيم): " إذا أراد الله بعبد خيراً ألهمه دعاءه والاستعانة به، وجعل استعانته ودعاءه سبباً للخير الذي قضاه له، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إني لا أحمل هم الإجابة، وإنما أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه". كما أن الله تعالى إذا أراد أن يشبع عبدا أو يرويه ألهمه أن يأكل أو يشرب، وإذا أراد الله أن يتوب على عبد ألهمه أن يتوب فيتوب عليه، وإذا أراد أن يرحمه ويدخله الجنة يسره لعمل أهل الجنة، والمشيئة الإلهية اقتضت وجود هذه الخيرات بأسبابها المقدرة لها، كما اقتضت وجود دخول الجنة بالعمل الصالح، ووجود الولد بالوطء، والعلم بالتعليم، فمبدأ الأمور من الله، وتمامها على الله " .

- والدعاء كله خير وهو عبادة يؤجر عليها المسلم كالصلاة والزكاة ، وأن الله تعالى لا يرد سائلاً سأله إذا توفرت فيه الشروط السابقة، ولكن استجابة الدعوة وفق مصلحة الداعي والله تعالى هو من يعلم ذلك: فإما أن يعطى العبد ما سأل، وإما أن يصرف عنه من السوء مثله، أو أن يدخر له في الآخرة.
-ولهذا قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ! قَالَ: اللَّهُ أَكْثَرُ ) رواه أحمد وصححه الألباني. 
- قال ابن عبد البر في (التمهيد): فيه دليل على أنه لا بد من الإجابة على إحدى هذه الأوجه الثلاثة. اهـ.

- وقال ابن حجر في (الفتح): كل داع يستجاب له، لكن تتنوع الإجابة: فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعوضه. 

- ويجب على المسلم أن يبتعد عن موانع استجابة الدعاء ومنها : 

1- أكل وشرب ولبس الحرام: ففي الحديث: (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا} (المؤمنون: 51)، وقال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} (البقرة: 172)، ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمدّ يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذّي بالحرام، فأنّى يُستجاب له؟) رواه مسلم. 

2- ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ففي الحديث الصحيح: عنْ حذيفةَ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَالَ: «والَّذي نفسِي بيدِه، لتَأمُرنَّ بالمعروفِ، ولتَنهونَّ عَنِ المنكرِ، أو ليوشِكنَّ اللهُ أن يبعثَ عليكم عِقابًا منه، ثمَّ تدعونَه فلا يُستجابُ لكم" رواه الترمذيُّ

3- الاستعجال في تحصيل الإجابة. ففي الحديث الصحيح الذي يرويه أبو هريرة - رضي الله عنه -أَنَّ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (يُسْتجَابُ لأَحَدِكُم مَا لَم يعْجلْ: يقُولُ قَد دَعوتُ رَبِّي، فَلم يسْتَجبْ لِي ). متفقٌ عَلَيْهِ.
وفي رِوَايَةٍ لمُسْلِمٍ: ( لا يزَالُ يُسْتَجَابُ لِلعَبْدِ مَا لَم يدعُ بإِثمٍ، أَوْ قَطِيعةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتعْجِلْ قِيلَ: يَا رسُولَ اللَّهِ مَا الاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: يَقُولُ: قَدْ دعَوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَم أَرَ يَسْتَجِيبُ لي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْد ذَلِكَ، ويَدَعُ الدُّعَاءَ) . 

5- الشك في الإجابة .

6- الدعاء بالتجربة .

7- عدم حضور القلب في الدعاء .

8- الدعاء باثم وقطيعة رحم .