هل يغفر الله لي ذنبي العظيم في هذه الأيام المباركة؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٢٥ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 نعم إن شاء الله متى تبت توبة صادقة مخلصة فإن الله يغفر لك ذنبك مهما رأيته عظيماً، فإن الله سبحانه لا يتعاظمه ذنب لا يغفره.

فإن عليك أن تعلم أن من أعظم ما يحبه الله سبحانه هو توبته على عباده ومغفرته لهم، فهو الغني عن عذابهم لا تضره معصية عاص ولا تنفعه طاعة مطيع، ولكنه لعظمته وواسع جوده وكرمه وكبير رحمته كتب على نفسه الرحمة فهو يحب الجود على عباده والمغفرة لهم.

قال الله تعالى (مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (النساء، 147).

والله سبحانه يفرح بتوبة عبده أشد من فرح الرجل الذي أضل راحلته في الصحراء عليها طعامه وشرابه فلما أيقن الموت ونام مكانه استيقظ فوجد ناقته عن رأسه ففرح فرح شديداً جعله يقول: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ من شدة الفرح.

ففرح الله بعبده المقبل عليه التائب إليه أشد من فرح هذا الرجل بناقته ورجوع حياته إليه.

والله سبحانه عند ظنك به فإن أحسنت الظن به وبرحمته وتبت إليه كان توبة الله عليك وإقباله إليك أعظم من إقبالك وأنت العبد وهو الرب!
جاء في الحديث القدسي عند البخاري رحمه الله (أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي،... وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً).

وقد فتح الله لك باب التوبة على مصراعيه لما قال: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر، 53).

فهذه الآية لم تستثن ذنباً من الذنوب لأنها في التائبين الراجعين فكل ذنب ولو كان شركاً وكفراً فإن الله يغفره لمن تاب.

وإذا كان الله قد غفر للذين كفروا وحادوا الله ورسوله لما تابوا وأسلموا وقد فعلوا ما فعلوا...

وغفر للذي قتل 100 نفس بمجرد صدقه في التوبة وعزمه على الهجرة إلى أرض الصلاح ولم يسجد لله سجدة..

وغفر للذي أسرف على نفسه في الذنوب والمعاصي لكنه لما حضر موته حصلت عنده خشية عظيمة من الله دفعته إلى أن يطلب من أولاده أن يحرقوا جثته خوفاً أن يعذبه الله، فغفر الله له لما حصلت عنده هذه الخشية رغم جهله بعظيم قدرة ربه!

فلماذا لا يغفر الله لك؟!

وإذا كان الله يدعونا إلى الجود في هذه الشهر المبارك فهو سبحانه أعظم جوداً على عباده فيجود عليهم عتقاء من النار في كل ليلة!

فتعرض لنفحات الله في هذا الشهر المبارك لعلك تصيبك نفحة ربانية تسعد بها سعادة لا يشقى بعدها أبداً!

فما عليك فعله هو:
- أن تقبل على الله بقلب منكسر ذليل خاضع مستح من فجراته وغدراته نادم على ما أسرف.
- أن تعاهد الله على عدم العودة إلى ما كنت عليه.
- أن تقدم بين يدي توبتك أعمالاً صالحة كالصدقة وقراءة القرآن.
- أن تكثر من الاستغفار.
- أن تحرص على قيام الليل وصلاة التراويح والتهجد، وتتحرى في ذلك ليلة القدر.

والله أعلم