هل يعرف الموقف الذي وقف عنده النبي صلى الله عليه وسلم في عرفة يوم حجة الوداع

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٣ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
المعروف أنه وقف على جبل الرحمة ، أما اين وقف بالتحديد فهذا غير معروف ، ومن يعتقد أن العمود المنصوب على جبل الرحمة هو نفس المكان بالتحديد الذي وقف عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أخطأ .

-والوقوف بعرفة هو ركن الحج الأكبر، بل أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الحج كله في الوقوف بعرفة فقال: (الحج عرفة) يعني من لم يقف على جبل عرفة فلا حج له.

- وجبل عرفة أو عرفات يقع خارج حدود الحرم وهو ما يسمى بجبل الرحمة لكثرة تنزل الرحمات على الحجاج الواقفين عليه يوم وقفة عرفة.

 - أما أين وقف النبي صلى الله عليه وسلم في عرفات؟ فالراجح أنه وقف عند الصخرات أو جبل الدعاء ويسمى جبل الرحمة وجعل وجهه إلى القبلة عليه الصلاة والسلام، وجعل طريق المشاة بين يديه فلم يزل يدعو ويضرع إلى الله رافعًا يديه حتى غابت الشمس.

- وقال لهم عليه الصلاة والسلام لما وقف عند الصخرات واستقبل القبلة قال: ( وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف ) فدل ذلك على أن جميع أجزاء عرفة كلها موقف وأن الحاج يقف في أي جزء من عرفات ويكفيه ذلك، وحتى لا يشق على الناس بالصعود والتزاحم فوق هذا الجبل. 
- أما مكان الوقوف بالتحديد قد لا يعرف لأنه مر عليه أكثر من ألف وأربعمائة سنة وأكثر وقد طرأ بعض التغييرات في تلك المشاعر المقدسة والذي ذهب إلى هناك يعرف ذلك .

- فالنبي صلى الله عليه وسلم صعد على هذا الجبل ليخطب بالناس وحتى يراه الجميع، وليس الهدف مكان وقوف النبي صلى الله عليه وسلم في على الجبل

- وحدود عرفات معروفة لكل من يذهب لأداء مناسك الحج فهناك إشارات تبين حدود عرفات، وهي تتسع لملايين من البشر .

- بينما لو حددنا الوقوف فقط على جبل عرفات لما اتسع بضع من آلاف الحجيج أو يزيد قليلاً .

- وهذا من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته في أداء مناسك حجهم.

- حتى أن بعض العلماء قال : الصعود على جبل الرحمة من أجل النسك يعتبر بدعة.

- وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"الصعود على جبل عرفات ليس من الأمور المشروعة، بل هو إن اتخذه الإنسان عبادة بدعة، لا يجوز للإنسان أن يعتقده عبادة ، ولا أن يعمل به على أنه عبادة ، والرسول صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على فعل الخير ، وأبلغ الناس في تبليغ الرسالة ، وأعلم الناس بدين الله ، لم يصعده ولم يأمر أحداً بصعوده ، ولا أقر أحداً بصعوده فيما أعلم ، وعلى هذا فإن صعود هذا الجبل ليس بمشروع ، بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وقف خلفه من الناحية الشرقية قال : (وقفت هاهنا ، وعرفة كله موقف) وكأنه صلى الله عليه وسلم يشير بهذا إلى أن كل إنسان يقف في مكانه ، ولا يزدحمون على هذا المكان الذي وقف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم" انتهى ."مجموع فتاوى ابن عثيمين" (23/32) .

- أما من حيث الصلاة فالصلاة جائزة في أي مكان في الأرض، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم :(أُعطِيتُ خمسًا لم يُعطَهنَّ أحدٌ مِن الأنبياء قبلي: نُصِرتُ بالرعب مسيرةَ شهر، وجُعِلَت لي الأرضُ مسجدًا وطهورًا، فأيما - وفي رواية: وأيما - رجلٍ مِن أمتي أدركَتْه الصلاةُ فليُصلِّ، وأُحِلَّت لي المغانمُ - وفي رواية: الغنائم - ولم تَحِلَّ لأحدٍ قبلي، وأُعطِيتُ الشفاعةَ، وكان النبيُّ يُبعَثُ إلى قومه خاصةً، وبُعِثتُ إلى الناس عامَّةً - وفي رواية: كافة). أخرجه البخاري.

- فإذا أدركت الواقف بعرفة الصلاة وصعب عليه النزول من الجبل بسبب الازدحام فلا حرج أن يصلي على الجبل جماعة مع الناس وهو الأفضل، أو فرادى، وإن كان الجميع يسمع صوت الإمام في مسجد نمرة في عرفات فعليهم الاقتداء به ما دامت الصفوف متصلة من المسجد إلى الجبل .

- أما أن يعتقد الحاج بوجوب الصلاة على جبل عرفات وأنها سنة ، فهذا لا يجوز ، بل هو بدعة في الدين .