هل يعد الغضب والشجار مفسداً للصيام وما هو حكم من يتحجج بالصيام عند الغضب

هذا السؤال ذو شقين :
- الشق الأول : هل الغضب والشجار يفسد الصوم ؟
- الإجابة :لا ، فالغضب والشجار لا يبطل الصيام ولكنه قد ينقص الأجر ، فقد ورد في الحديث النهي عن الصخب والرفث اثناء الصيام ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :( وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم) متفق عليه .

- فالصائم يجب عليه أن يحقق الغاية من الصوم وهي ( التقوى ) وهل تتحصل التقوى من خلال الغضب والشجار مع الناس ؟؟!!

- الشق الثاني من السؤال : ما حكم من يتحجج بالصيام عند الغضب ؟
- الإجابة : فلا يجوز أن يتحجج بالصيام عند الغضب ،,كأن الصيام هو الذي جعله يغضب !؟ بل العكس فالصيام يعمل على تهذيب النفس وسمو الروح ورقي السلوك والتعامل مع الناس .

- قال الله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) سورة البقرة  (183)

- والصوم فيه تزكية للنفس والبدن ، وفيه تضييق لمسالك الشيطان ووسوسته ،  ولهذا كان الصوم علاجاً نافعاً للتفكير في فعل الفاحشة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  ( يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) متفق عليه .

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ..يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي ، الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَ ) متفق عليه .

- وعليه : فحري بالمسلم أن يستغل شهر رمضان أو صيام القضاء أو التطوع بما يكفل له قبول صومه من فعل الطاعات والعبادات وأن يبتعد عن كل من يغضبه أو يسبب له الغضب والشجار مع الآخرين ، وأن يجعل صومه خالصاً لوجه الله تعالى ، ولا يمنّ على الله بصيامه فيكون حظه من الصيام الجوع والعطش فقط .