في الحقيقة لا يعد العسل فضلات النحل كما هو شائع بين الناس، بل يبدأ النحل في صنع العسل من خلال زيارة الزهور، حيث يجمع النحل من الزهرة عصيرًا سكريًا يسمى الرحيق عن طريق امتصاصه بألسنتهم ثم يقومون بتخزينه في ما يسمى معدة العسل، والتي تختلف عن معدة طعامهم؛ حيث يحتوي جسم النحلة على معدتين أحداهما تحتوي خصوصًا على العسل وتسمى الحوصلة.
وعندما يكون لدى النحل حمولة كاملة، تطير مرة أخرى إلى الخلية، و هناك ينقلونه من خلال أفواههم إلى النحل العامل الآخر الذي يمضغه لمدة نصف ساعة تقريبًا، أي أنه يتم تمريره من الفم إلى الفم من نحلة إلى أخرى؛ حتى يتم تقليل محتواها الرطوبي من حوالي 70٪ إلى 20٪. وبعد انتقاله من نحلة إلى أخرى يتحول تدريجيًا إلى عسل، ثم يقوم النحل بتخزينه في خلايا قرص العسل، والتي تشبه الجرار الصغيرة المصنوعة من الشمع.
أتعلم! إنّ العمل الذي تقوم به النحلات ليس سهلاً على الإطلاق! ولهذا السبب يتطلّب الأمر وجود عدد كبير من الأفراد و يتراوح عدد النحلات في الخلية الواحدة بين 20 ألف و60 ألف نحلة. وتحتوي كلّ خليةٍ على ملكةٍ واحدةٍ وآلاف النحلات العاملات، لكن لا تقوم جميع تلك العاملات بالعمل ذاته، حيث يقوم قسمٌ بالاهتمام بالصغار، وقسمٌ آخر يعمل على خدمة الملكة وتنظيفها وتقديم الغذاء لها.
وحسب اطلاعي في هذا المجال لم أجد كائنًا يقدم فائدةً للبشرية أكثر من النحل؛ ويعود ذلك إلى إفرازه للعسل الذي يعد علاجًا مهمًا للعديد من الأمراض التي تصيب الإنسان.
624 مشاهدة
