هل يعتبر عيد الأم هو تقليل شأن بحق الأمهات باعتبار أيام السنة كلها أعياد للأم؟

2 إجابات
profile/ميس-نبيل-طمليه
ميس نبيل طمليه
كاتبة في مجال تطوير الذات الذكاء العاطفي في عدة مواقع إلكترونية (٢٠٠٧-حالياً)
.
٢٣ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
منذ أن كنت صغيرة في الصف الثالث وأنا لا أطيق عيد الأم، وأحزن كثيراً فيه؛ فقد كانت صديقتي في المدرسة يتيمة الأم، وكانت تحزن وتبكي كثيراً في هذا اليوم، وكنت أحزن على حالها كثيراً، وأتضامن معها وأرفض الاحتفال بعيد الأم حتى لا أشعرها بأي نقص، كما كانت أمي معلمة في نفس مدرستنا، وكانت تخبرها أن تعتبرها هي أمها في هذا اليوم وكل يوم، وكانت تعاملها كأنها ابنتها فعلاً. فكنت أعرف منذ صغري بأن عيد الأم يكون قاسياً أحياناً على الأشخاص الذين فقدوا أمهاتهم، كما كانت تخبرنا أمي عن معلمة صديقة لها حرمت من نعمة الأمومة وكانت تتمنى أن يكون لها ولد يعيدها في هذا اليوم...

أعلم أننا في زمن انشغل معظمنا فيه عن أمهاتنا، ولم نعتد أن نعطيهن حقهن من الرعاية والاهتمام، ولا نقضي معهن الوقت اللازم، وأن الكثير منا ينتظر عيد الأم بفارغ الصبر لنتمكن أن نقضي مع أمهاتنا المزيد من الوقت ونقدّرهن ببعض الهدايا التي تفرحهن، كما تنتظر بعض الأمهات هذا اليوم أيضاً لينعمن بوقت نوعي مع أبنائهن وليستشعرن حبهم واهتمامهم المعنوي قبل المادي. لكنني أرى أن تخصيص يومٍ للاحتفال بعيد الأم فيه نوع من الظلم للكثيرين، وخاصة في هذه الأيام التي تفوح فيها رائحة الفقد والحزن من كل بيت في العالم، فكم من أم فقدت ابنها، وكم من شخص فقد أمه، وكم من بيت فقد أحد أفراده الذين كانوا يجتمعون كل عام لتقطيع كعكة عيد الأم؟!

أعرف شخصاً هو زميل لي في مجال الإعلام، وقد هجر والدته عندما كبرت في السن منذ سنوات، وهو لا يودها ولا حتى يزورها ولا يهاتفها حتى، وفي عيد الأم يبدأ بإلقاء الخطابات والمواعظ والتنظير على الناس أن يبروا أمهاتهم ويقترح عليهم بعض الهدايا لتقديمها لهن، ويرسل لوالدته هدية فخمة جداً مع شركة توصيل دون أن يتنازل ويوصلها بنفسه! فهل هذا هو عيد الأم الذي تريده أمهاتنا؟!

عيد الأم هو كل يوم، وهدية الأم هي عندما نبرها ونحترمها ونسعى لراحتها، ونحقق أحلامنا التي هي أحلامها في الحقيقة، ونكون جديرين باحترام الناس. فللأم مكانة عالية ومرموقة خصها لها بها في السماء، فكيف لا يكون لها نفس المكانة في الأرض؟!

أنا لست أماً بعد، لكنني أملك في داخلي إحساس أمومة لا يضاهى تجاه ابن أختي الذي يعيش معي الآن لأعتني به، فهو يعاني من ضمور في الدماغ، وأنا من يتولى رعايته بينما تعيش أسرته في دبي، وأشعر أنني أمه الثانية، وتكون فرحتي لا تقدر بثمن عندما أراه يخطو خطوات صغيرة ومتواضعة في جلسة العلاج الطبيعي، وعندما يتبع أوامر بسيطة، وعندما يضحك فرحاً بلعبة يحبها... أعتقد أن هذا هو الشعور الذي تحبه كل الأمهات والذي تنتظره كل أم وتعتبره أغلى هدية... أن يكون ابنها بجانبها، يعيش بأمان ورضى وسعادة، ويكبر وينضج وينجز. وبالطبع يحترمها ويفعل أقصى ما بوسعه لينال رضاها. 

لم نعتد في الأسرة أن نحتفل بعيد الأم منذ أن كنا صغاراً، وما نزال متمسكين بهذا المبدأ وسنبقى كذلك، احتراماً لمشاعر الآخرين.

كل يوم وكل لحظة، وكل أنثى تحمل في داخلها مشاعر الأمومة بألف خير وسلام

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 7 شخص بتأييد الإجابة
profile/سيلين-وليد-الشرفاء
سيلين وليد الشرفاء
كاتب محتوى في لا يوجد (٢٠١٦-٢٠٢١)
.
٠٩ ديسمبر ٢٠٢١
قبل ٣ سنوات

لا اعتقد انه يقلل من شأن الامهات

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة