هو مصدر قوة في حال كان مُتحكم به ويصدر عنك عن فكر ونتيجة اتخاذ قرار به ولكنه مصدر ضعف في حال كان سببه دوافع سلبية من مثل الخوف وفقدان الثقة بالنفس أو فقدان المهارات التي تساعد على الحوار والتفاعل، أو فقدان المعرفة.
أولًا: الصمت كمصدر قوة والمتحكم به يظهر في المواقف التالية:
الصمت للفت الانتباه لامتلاك المعلومة؛ وهنا قد يكون الجميع ضمن حديث ونقاش محتد وكل فرد يبدي بما له من رأي وقد يكون متعصب لرأيه أيضا فالصمت هنا مع وجود معلومة فيها قدر من الثقة والمصداقية سبب في القوة وسبب في أن ينظر لك الناس من حولك وتجذب انتباههم لعدولك عن المشاركة في الحوار والنقاش لأنك ترى أن ما لديهم من طرح لا جدوى منه لوجود الأساس الخاطئ، فالصمت إشارة تنتقل لأدمغة الأشخاص الآخرين للتوقفهم عن حديثهم ووبتالي تفرض الرأي من قبلك بما لديك من قول.
الصمت دلالة قوة عندما يغني عن الإجابة؛ عندما تقوم بالمبالغة في الحديث والتوضيح ويتم توجيه لك الأسئلة التي قد يكون في إجابتها نوع من أنواع السلبية يكون الصمت هنا قوة، ويمكن أن أوضح القوة هنا من خلال امتلاك الوعي بالذات ووجود نوع من أنواع الذكاء العاطفي الذي من خلاله يمكن أن تراعي ما لدى الطرف الآخر من مشاعر وحاجات ورغبات وبالتالي تكتفي بالصمت الذي لا يترك أثر سلبي في حال كانت الإجابة فيها نوع من السلبية عليه. كما يمكن أن يكون الصمت قوة ويفي بالإجابة عندما تختلف مع الأخر بالمبدأ ووجهة النظر وترغب في الحفاظ على طبيعة العلاقة دون أن تهتز، فالصمت هنا يتضمن رسالة قوية بأنك لا تتفق لكنك مبقي على العلاقة وهذا الأسلوب يظهر الذكاء الاجتماعي التفاعلي وجانب من جوانب أدراه المواقف.
عندما يكون الصمت نوع من أنواع التواصل الغير لفظي؛ أي عندما تستخدم الإيماءات والتعابير الجسدية المختلفة التي تعبر وبطريقة أكبر عن ما تريد أن تقول، وغالبًا ما يكون هذا الاستخدام للتعبير عن العواطف والمشاعر، خاصة في العلاقات العاطفية التي تجعل من نظرات العيون أو لغة لجسد أقوى من الحديث. ومن ناحية أخرى قد يكون الكلام في بعض الأحيان سبب في تأجيج ما لدى الآخرين من مشاعر حزن واكتئاب وهنا يكون الصمت تعاطفي فأنت متواجد للدعم المعنوي النفسي بشكل هادئ وصامت.
عندما يكون الصمت نوع من أنواع الأدب ونابع عن المنظومة الأخلاقية؛ في بعض المواضع لا بد من الصمت تماشيًا مع الأخلاق أو المبادئ أو القيم التي تحملها كشخص وعليه الصمت هنا قوة لأنه متسق مع نفسك ومجتمعك ومنظومتك الأخلاقية العامة والخاصة فأنت خالي من التناقضات ولا تواجه أي صراع ذاتي يعمل على أن تخالف المنطومية القيمة والأخلاقية بالحديث والمواجهة وكسر الصمت.
ثانيًا: الصمت كنوع من أنواع الضعف يظهر في:
مواقف عدم الثقة بالنفس: الشعور بعدم الثقة وعدم القوة والشجاعة والمبادرة في المواقف المختلفة وإظهار الصمت كوسيلة دفاعية نوع من أنواع الضعف فعدم حب النفس والشعور بالدونية وفقدان تقدير الذات كلها تقع ضمن عدم امتلاك الثقة بالنفسة وكلها مظاهر ضعف ان اقترن الصمت بها.
مواقف الشعور بالخوف: الخوف من قول ما لديك من رأي لوجود العديد من العواقب وخاصة السلبية منها مظهر من مظاهر الضعف، فالصمت هنا وإن كانت من السمات الشخصية لا بد من التخلص منه واكتساب مهارة تحمل المسؤولية للتخلص من الخوف وحتى تكون قادر على المواجهة.
فقدان مهارة الحوار؛ الصمت لعدم امتلاك مهارة الحوار بما تتضمنه من استماع وتقبل الاختلاف والتنوع وتبادل وجهات النظر وممارسة التفكير الناقد وتقديم الحلول والبراهين والدلائل، إلى جانب فقدان مهارات التفاعل الاجتماعي التي تتضمن الشجاعة والمبادرة والإقدام مظهر من مظاهر الضعف التي لا بد من التخلص منها خاصة أن وجدت مع بعض السمات الشخصية من مثل الخجل والانطوائية.
فقدان المعرفة؛ الصمت لعدم امتلاك المعرفة العامة وليس المختصة نوع من أنواع الضعف وهنا لا بد أن أن يكون الإنسان مثقف بالحد الطبيعي الذي يسمح له بمشاركة الآخرين الحديث عن أي موضوع ولو بالقدر البسيط ويمكن تطوير هذه المعارف واكتساب الثقافة عن طريق القراءة والمطالعة والبحث والسؤال بشكل مستمر.
عليك أن تعلم أن الصمت وإن كان يشكل قوة بالنسبة لك ومتحكم به بطريقة كبيرة لا بد أن يخضع لبعض القيم المجتمعية حتى لا يرى على أنه ضعف فتقدير الموقف دائمًا يحدد كيف يمكن أن تستخدم الصمت وما مقدار الصمت الممكن إظهاره، حتى يكون دال على القوة لا على الضعف.