ليس من الحكمة والموعظة أن تتبرأ من أبنائك وأن لا تنفق عليهم فلربما يزدادوا بالجحد والمعاصي ولربما وصل بهم الحد إلى السرقة إذا قطعت عنهم النفقة.
- فالعبادة التي أمرنا الله تعالى أن نبالغ بالصبر عليها هي الصلاة لقول الله تعالى: ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ) سورة طه 132
-والمقصود بهذه الآية أنقذ أهلك من النار ومن عذاب جهنم بأمرك لهم بالصلاة بأسلوب حسن ولين وكن صبورا عليهم وعلى نفسك بإقامة الصلاة،
- فلقد أمرنا الدين الإسلامي أن نأمر أبنائنا بالصلاة من الصغر إذا بلغوا سبع سنين، وأن نضربهم عليها وهم أبناء عشر، إذا لم ينفذوا هذا الأمر الجليل وهو الصلاة. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم وهم أبناء عشر.) رواه أبو داود وهو حديث صحيح
- فإذا غرست حب الصلاة في أبنائك منذ الصغر كانت عليهم سهلة ومحببة لهم في الكبر. فينبغي على الآباء أن لا يغفلوا من تعليم أبنائهم هذه العبادة الجليلة والعبادة التي هي حياة المسلم وسبب قوي لدخولهم الجنة.
. فإذا أدى الآباء هذا الواجب واستنفد كل المحاولات والحيل فقد برأ من الإثم عند الله تعالى سواء صلى الأبناء أم لم يصلوا.
- كما يجب على الوالدين أن يستمروا بالتوجيه والإرشاد والنصح إلى أبنائهم وأن يستخدموا الوسائل المشروعة لحث أبنائهم على أداء الصلوات في أوقاتها - وقدوتنا في ذلك قول الله تعالى: (وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله..... الآية) إلى آخر والوصايا.
- فقوله (وهو يعظه) دليل على استمرارية الموعظة وأن لا ييأس الأب من وعظ الأبناء وحثهم على الصلاة والاصطبار عليها.
- وقد تختلف هذه الوسائل في حصول الثمرات باختلاف أحوال الأبناء، فبض الأبناء يجدي معه المقاطعة وعدم التحدث معه ومنهم من يهتم إذا قطعت النفقة عنه لعدة أيام أو أسابيع، ومنهم من يهتدي بالكلام اللين والحسن.
- فيجب أن تحدثه عن عذاب تارك الصلاة وبأن الصلاة من أهم الأسباب التي تعجل وتبارك بالرزق وبأن العهد الذي بيننا وبين الكافرين هي الصلاة فكيف لهم أن لا يصلوا لقول النبي صلى الله عليه وسلم (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) رواه مسلم
- أما أن تتبرأ من أبنائك وأن تمنعهم من النفقة فهذه من الوسائل التي لا تجدي بأي نفع
ولا يعد هذا حلاً للمشكلة مع مخالفته لمقصود إصلاحهم فضلا عن معارضته للشرع، لأن النفقة تجب على الأبناء.
- ومن الوسائل والأمور التي تعين الأباء على صلاح ابنائهم :
1- الدعاء لهم بكثرة وبإلحاح فالدعاء من أهم الوسائل المعينة على صلاح الأبناء والتركيز على دعاء اللهم اجعل الصلاة قرة أعينهم.
2- النصح والإرشاد باستمرار وأن لا تيأس من ذلك
3-. استعين بأهل الخير والصلاح من علماء بلدك وأئمتها. على نصحهم للصلاة
4- وعليك أن تختار لهم رفقة طيبة وصالحة
5- أن تمنع عنهم وسائل الفساد في بيتك بأن تحجب قنوات الفساد من النت ما استطعت
- ومن تجربتي الشخصية في تحبيب الأبناء في الصلاة هو عمل لهم حفلة (حفلة صلاة)
فإذا بلغ الابن سن السابعة اصنع له حفلة واجمع أصدقائه واحظر له بعض الهدايا التي تحببه بالصلاة فإن كانت فتاة اهدها ملابس الصلاة ومصحف أو أي شي تراه مناسبا فهذه المبادرة ستبقى في أذهانهم مدى الحياة، فقد عملت لبناتي هذه الحفلة والحمد لله ما زلن محافظات على الصلاة منذ ذلك الوقت.
- وقد سئل الشيخ بن باز عن تارك الصلاة فقال رحمه الله تعالى :
أن الواجب عليكم وعلى الوالد العناية بهذا نصيحتهما وتوبيخهما والحرص على هدايتهما فإن استقاما وإلا ارفعوا أمرهما إلى الهيئة حتى يؤدبا لعلهما يصليان، فإن لم يصليا يرفعا إلى المحكمة حتى يجري عليهما حكم الله بالاستتابة، فإذا لم يتوبا ويعودا إلى الصلاة فحكم الإسلام بهم القتل حداً لأنهم يعتبروا غير مسلمين ومرتدين، وعقوبة المرتد القتل.