لا، إن الحيوان لا يشعر بالألم عند الذبح، وإليك الدليل العلمي على ذلك:
عند قطع العروق الدموية الموجودة في مقدمة رقبة الحيوان المذبوح فإن الدماء تبدأ بالخروج من الجسم، فاقداً بذلك الحيوان وعيه بطريقة مباشرة، وذلك بسبب عدم وصول الدم إلى المخ المسؤول عن الخلايا الحسية والعصبية في جسم الحيوان.
- أما سبب الحركة التي نشاهدها بعد ذبح الحيوان فيعود سببها الجهاز العصبي، والتفسير العلمي يوضّح ذلك بالتفسير الآتي:
عند قطع العروق الدموية للكائن الحي وهذا ما يحصل في الطريقة الإسلامية، فإن تغذية المخ بالدماء تنقطع، رغمَ أنّ الدماغ لا يزال حيَّاً، والجهاز العصبي الموجود في الجزء الخلفي من الرقبة يكون على اتصال بكافة أجهزة الجسم، ليبدأ حينها الجهاز العصبي بإرسال إشارات إلى القلب والعضلات والأحشاء وإلى كافة أعضاء وأجهزة الجسم، إضافة إلى جميع خلايا جسم الحيوان بأن يرسلوا الدماء إلى الدماغ وعلى نحو سريع.
لتبدأ بعد وصول تلك الرسالة العصبية جميع الخلايا والأحشاء والأجهزة والعضلات بإصدار تحركات تشنجيَّة تعمل على الاستجابة للرسالة العصبيّة والقاضية بضخ الدماء إلى الدماغ، ولكن هذا الدماء المندفع جرّاء استجابة باقي أجهزة الجسم للجهاز العصبي يخرج خارج جسم الحيوان بدلاً من توجهه نحو المخ، وذلك بسبب انقطاع العروق والأوردة الدموية الموجودة في مقدمة الرقبة والمتصلة بالمخ وأجهزة الجسم الأخرى.
تبقى العملية تتكرر، ويبقى الجهاز العصبي يعمل على إرسال سيالات عصبية لأجهزة الجسم الأخرى، قاضية بدفع الدماء إلى المخ حتى يتم تصفية الدماء بشكل كامل من جسم الحيوان.
إن الذبح وفق الطريقة الإسلامية القاضية بقطع الأوردة الدموية الواصلة بالمخ وأجهزة الجسم الأخرى تكمن في فكرة التخلص من الدم الموجود في جسم الحيوان، ولكي يصلح للأكل البشري، وذلك بسبب أن الدماء يُعتبر من أخصب البيئات التي تنمو فيها الجراثيم، والدماء هو نفسه يحمل مواد ضارة في الجسم، وإذا ما بقيَ هذا الدماء في جسم الحيوان فإن اللحم المرجو الحصول عليه سيكون محتوياً على جراثيم ومواد ضارة ساعد على نموها وتكاثرها الدماء المتواجد في العضلات والأجهزة الأخرى.
لذلك كلما كانت السكين أكثر حدوداً كلما كان قطع الأوردة أكثر سرعةً، الأمر الذي يعمل على قطع الدم عن المخ بشكل أسرع ويجعل من الذبيحة فاقدة للوعي وعديمة الإحساس بشكلً أسرع، فعن النبي ﷺ: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته).