هل يستثنى أحد من سؤال الملكين في القبر أم أن الجميع سيسأل

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠١ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 لا / لن يستثنى أحد وسيسأل جميع الخلائق في القبور مهما كانت ميتهم.
-فكل مكلف سيسأل عند موته  وإن مات بأي حال، سواء تم  دفنه في المقابر، أو دفن كله أو بعضه، وسواء مات غرقا أو حريقا أو مات وقد أكلته السباع أو مات  وهو على فراشه، أو في أي مكان، وعلى أية صفة مات فإنه سيسأل.

-قال النووي رحمه الله  في شرح صحيح مسلم : " قال أصحابنا (أي الشافعية): لا يمنع من سؤال الملكين وعذاب القبر : كون الميت قد تفرقت أجزاؤه، كما نشاهد في العادة ، أو أكلته السباع أو حيتان البحر ، أو نحو ذلك، فكما أن الله تعالى يعيده للحشر، وهو سبحانه وتعالى قادر على ذلك ، فكذا يعيد الحياة إلى جزءٍ منه ، أو أجزاءٍ ، وإن أكلته السباع والحيتان.

-فقد ورد في الحديث النبوي الشريف ( إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يُقَالُ لأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالآخَرُ النَّكِيرُ ، فَيَقُولَانِ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ؟ فَيَقُولُ مَا كَانَ يَقُولُ : هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . فَيَقُولانِ : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا ، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ ، ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : نَمْ ، فَيَقُولُ : أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ ، فَيَقُولَانِ : نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لا يُوقِظُهُ إِلا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ .

- وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ : سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ مِثْلَهُ لا أَدْرِي . فَيَقُولَانِ : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ ، فَيُقَالُ لِلأَرْضِ : الْتَئِمِي عَلَيْهِ ، فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ ، فَتَخْتَلِفُ فِيهَا أَضْلاعُهُ ، فَلا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ )
والحديث حسنه الألباني في صحيح الترمذي .
 
- وقال الشيخ بن باز رحمه الله :
القبر إما روضة من رياض الجنة، وإما حفرة من حفر النار، والعذاب والنعيم للروح والجسد جميعا، في القبر ، .. وهكذا في الآخرة، في الجنة بالروح والجسد، في النار بالروح والجسد.
أما من مات بالغرق، ومن مات بالحرق، ومن مات بأكل السباع، فإن الروح يأتيها نصيبها من العذاب والنعيم، والتي جسدها في البحر، أو بالحرق، أو في بطون السباع يأتيه نصيبه من ذلك، على الوجه الذي يعلمه الله سبحانه وتعالى .

-فإذا حضر الشخص الموت وخرجت روحه وتم وضعه في قبره فإنه عندئذٍ سيكون في أول مراحل الآخرة لأن القبر هو أول منزل من منازل الآخرة  .وهو ما يسمى بحياة البرزخ
فيأتيه الملكان الموكلان به ويسألانه عما كان يؤمن به في الدنيا عن الأصول الثلاثة
من ربك ؟
وما دينك ؟
ومن نبيك ؟
فإن أجابهم بخيرٍ فذلك خيرٌ  وقد نجى، وإن لم يجبهم فإنهم يضربونه ضرباً شديداً أليماً.

- وإن كان الميت من أهل الصلاح والخير  جاءه ملائكة بيض الوجوه  يبشرونه، وإن كان من أهل الفساد والعياذ بالله جاءه ملائكة سود الوجوه، وهذه من أصعب الفتن التي يفتن بها الميت .

- فقد ورد عن  السيدة عائشة أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : (اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم، اللهمَّ إني أعوذ بك من عذاب النار وفتنة النار ، وفتنة القبر وعذاب القبر وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر ومن شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب)

وخلاصة الحديث بأن جميع  الموتى، سيسألون،  سواء قبروا بشكل صحيح ، أو لم يقبروا، فسيأتيهم الملكان، ويفتنهم في ققبورهم،ويسألون على الوجه الذي يعلمه الله تعالى فنسأل الله الثبات وحسن الخاتمة ,والله تعالى أعلم