لا يجوز مطلقاً، وهو لو وقع زواج باطل لا يبني عليه آثاره، ومن فعلته مع علمها بالحكم فهي زانية والعياذ الله، ويجب عليها التوبة ومفارقة هذا الرجل فوراً.
لأن أتباع الديانة الصابئة المندائية كفار بإجماع المسلمين لا خلاف في ذلك، وزواج المسلمة من الكافر مهما كان دينه محرم بالنص والإجماع.
قال الله تعالى في سورة البقرة (وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ..).
وقال تعالى في حق المؤمنات المهاجرات في سورة الممتحنة (فإنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ..).
وقال عمر بن الخطاب: "المسلم يتزوج النصرانية، ولا يتزوج النصراني المسلمة".
وأجمعت الأمة كلها على هذه المسألة، فمن خالف في هذه المسألة فإنه يعرف الحكم ويفهم فإن أصر فيحكم بكفره لمخالفته القرآن والإجماع القطعي.
والسبب في منع المسلمة من الزواج بالكافر مهما كان دينه، أن الله فطر الخلق أن تكون القوامة للرجل على المرأة، فهو الأقوى غالباً في الأسرة، وهذا سيفتح باب شر مستطير لفتنة المرأة في دينها، أو تهاونها فيه على الأقل، كما أن أولادها سينشؤون في الغالب على دين أبيهم فهم تبع له، وهذه مفسدة أخرى على المرأة وأولادها.
ثم إن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه كما جاء في الحديث، وفي زواج الكافر من المسلمة علو لدينه على المسلمة، وجعل سلطان وسبيل للكافر على المسلمة وكل هذا ممنوع شرعاً ورجولة.
قد يعترض معترض: بأن الزواج مبني على التفاهم والمحبة وقد يكون في زواجهما هداية لهذا الزوج؟
والجواب: أن الزواج كما هو مبني على المحبة فهو مبني على قوامة الرجل، واحتمال هداية الزوج يقابله احتمالات ومفاسد أخرى أكبر متوقعة، فمقتضى العقل والشرع هو درأ المفسدة الأعظم في مقابل المصلحة الضعيفة المتوقعة.
لذلك ما نسمع عنه من بعض فتيات المسلمين من تزوج مسلمة بشاب على دين آخر وذلك على أساس القانون المدني، هو خطر عظيم وفاعلته إن عرفت حقيقة الحكم الشرعي لفعلها فهي خارجة من الملة لرضاها بغير حكم الله وقانونه.
والديانة الصائبة المندائية: كفار لأنهم لا يؤمنون بكثير من الأنبياء ومنهم محمد رسول الله خاتم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وبالتالي فهم لا يؤمنون بالقرآن، ولا يشهدون الشهادتين.
وإن كانوا يقولون أنهم يؤمنون بإله واحد للكون هو الله تعالى، ويؤمنون بآدم وشيث ويحيى بن زكريا هو آخر أنبيائهم، ولهم كتابين المقدَّسين وهما: سدره إنشماثا والنياني أي: كتابَيْ التعميد والأذكار.
ولهم شعائر خاصة منها التغطيس في الماء وهي أعظم شعائرهم ولهم صلاة وصيام بكيفية خاصة تخالف ما عليه المسلمين، وقبلتهم إلى الشمال، وهم يقدسون الكواكب.
والله أعلم