هل يجوز تسمية دولة الصهاينة باسم إسرائيل باعتبار أنه نبي كريم ذكر في القرآن

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٠ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لا يجوز شرعاً تسمية دولة العدو اليهودي باسم إسرائيل - فإسرائيل هو نبي الله تعالى يعقوب عليه السلام - فكيف يقترن اسم نبي طاهر من الأنبياء باسم أقذر البشر وأخبثهم على وجه الأرض ؟؟!!!

- والطآمة الكبرى والمصيبة العظمى أن هذا الاسم منتشر بين المسلمين والعرب ويتداولونه يومياً في حياتهم وفي نشرات أخبارهم ووسائل التواصل الاجتماعي خاصتهم !!!؟

- وتحريم هذه التسمية وسبب رفضها يتبيّن من خلال الأمور التالية :
اولاً : أن وجود اليهود في دولة فلسطين هو عبارة عن اغتصاب واحتلال وليس لهم مكان في أرضها لا شرعاً ولا قانوناً .

ثانياً : لقد ذم الله اليهود فالقرآن كثيراً ولعنهم وحدثنا عن الغضب عليهم لكن باسم اليهود وباسم الذين كفروا من بني إسرائيل لا باسم إسرائيل النبي الكريم يعقوب عليه السلام .
 
ثالثاً : أن الله تعالى خاطب هذا العدو بأنهم ( يهود )
قال الله تعالى :(لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا) (سورة المائدة:82).
- وقال الله تعالى:(وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) (سورة المائدة: 64).

-كذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يخاطبهم باسم إسرائيل ، إنما خاطبهم باسم بني يهود ، فقد جاء في وثيقة المدينة المنورة التي كتبها الرسول صلى الله عليه وسلم مع اليهود : " وإن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، وإن على اليهود نفقتهم ، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم ، مواليهم وأنفسهم ، إلا من ظلم نفسه وأثم ، فإنه لا يوتِغ – أي : يُهلِك - إلا نفسه وأهل بيته " .
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :( أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ الْيَهُودَ أَنْ يَعْمَلُوهَا وَيَزْرَعُوهَا وَلَهُمْ شَطْرُ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا ) رواه البخاري ومسلم
 عن أنس بن مالك رضي الله عنه : ( أَنَّ امرَأَةً يَهُودِيَّةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ مَسمُومَةٍ فَأَكَلَ مِنهَا ) رواه البخاري ومسلم

- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله)، وزاد مسلم: (إلا الغرقد؛ فإنه من شجر اليهود) متفق عليه.

- فمن خلال النصوص السابقة تبيّن لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم لم يذكروا اسم اليهود بدولة إسرائيل أبداً ، وإنما كان ذكرهم بكلمة يهود أو بني يهود .

رابعاً : أن اليهود أنفسهم أطلقوا على أنفسهم ( دولة إسرائيل ) وسوقوها في إعلامهم وصدقوها العرب والمسلمين ، وهم بالتالي يحبون أن ينادوا بهذا الاسم لأنه يأخذ طابعاً دينياً، وأنهم ينتمون إلى نبي الله يعقوب عليه السلام !!! ويعقوب عليه الصلاة والسلام بريء منهم !!!

- ومن هذا المنطلق : يجب على المسلمين أن لا ينساقوا وراء هذه الكلمة ولا يرددوها فيما بينهم ولا في إعلامهم ولا في وسائلهم المكتوبة والمرئية والمسموعة ولا على شبكة التواصل الاجتماعي .

خامساً : لو عدنا إلى القرآن الكريم لوجدنا الحديث عن بني إسرائيل لا يترتب عليه عدواة مع المسلمين إنما هو لأخذ العبرة فقط انظر لهذه النماذج عن الآيات التي تتحدث عن بني إسرائيل، وسوف تجد أنها آيات ليس لها فيها خصومة مع الإسلام والمسلمين:
1- قال الله تعالى: «وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يشعرون» (الأعراف: 137).
2-  وقال تعالى : «وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون» (الأعراف: 138).
3- وقال تعالى : «وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلون علواً كبيراً» (الإسراء: 4).
4- وقال تعالى: «ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين» (الدخان : 30).
5- وقال تعالى: «يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى» (طه: 80).