دائماً ما أؤكد أن النجاح الأكاديمي والدراسي ليس شرطاً للنجاح في شكل عام, إن الموضوع لا يخضع لقاعدة محددة بقدر ما يعتمد على الشخص ذاته والجهد الذي يبذله للنجاح في أحد المجالات الأكاديمية أو المهنية.
الأهداف
إن أهم عامل من عوامل النجاح هو وجود مجموعة أهداف للشخص يرغب في تحقيقها في هذه الحياة, فمثلاً يمكن للشخص أن لديه هدف أكاديمي وآخر غير أكاديمي, كأن يسعى في الوصول لدرجة الماجستير ويتفوق في مجاله, مع الحرص على نجاحه في حياته الاجتماعية بتكوين أسرة وأطفال وبيت مليء بالحب, وأصدقاء يودونه, فيجمع بين الحياة العلمية والعملية, ويتفوق في كليهما دون أن يغلب أحدهما على الآخر.
وهناك أناس كُثر يفضلون جانباً على آخر, فيتفوقون بأعلى الشهادات العلمية وفي مجال عملهم ولكنهم يفشلون في تكوين العلاقات الاجتماعية أو في تكوين أسرة لأنهم ركزوا وصبوا كل اهتمامهم على العمل وأهملوا جانب الحياة الواقعية البعيدة عن الدراسة والعمل. وكما هنالك أشخاص لا يكملون مسيرتهم التعليمية ولكنهم يضعون أهدافاً لفتح مشاريع يكتسبون منها, ويكون ذلك بالتخطيط والحنكة ومعرفة توجيه جهودهم وامكاناتهم, وفي نفس الوقت ينجحون في حياتهم الاجتماعية وتكون أخلاقياتهم ومعاملتهم من أحسن ما يكون, وعلى نفس الخط هناك من لا ينجح في أي شيء وتذهب حياته هباءً منثوراً فلا يُفلح في دراسة ولا في عمل ولا في علاقاته الاجتماعية.
إذن على الرغم من أهمية العلم العظيمة وتقديرنا له إلا أنه ليس شرطاً أساسياً للنجاح في الحياة خاصة إن كان هناك بديل عنه؛ كأن يكون الشخص ناجحاً في مهنة معينة أو يفتتح مشروعاً يعمل فيه ويطور من نفسه, فالأهم في هذه الحياة هو السعي والإصرار على التقدم والنجاح أياً كان المجال وبعيداً كل البعد عن نظرة المجتمع , المهم أن يكون الشخص راغباً في النجاح في مجال محدد وفي حياته الاجتماعية.