نعم يبطله إذا كان العمل غير خالص لوجه الله تعالى، لأن قبول أي عمل عند الله تعالى يحتاج إلى أمران هما:
- الأول: الإخلاص لله والنية الصادقة.
- الثاني: المتابعة للشرع وللنبي صلى الله عليه وسلم.
- والله تعالى غني عن أي عبادة أو أي عمل خير فيه رياء أو سمعة أو شريك مع الله تعالى! ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) رواه مسلم
- وقال الله تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) سورة الكهف: 110.
-وعن محمود بن لبيد، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا أيها الناس إياكم وشرك السرائر، قالوا: يا رسول الله وما شرك السرائر؟ قال: يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الرجل إليه، فذلك شرك السرائر) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه.
- والرياء هو " أن يقوم العبد بالعبادة - التي يتقرب بها إلى الله - لا يريد بها وجه الله عز وجل وحده بل يريد بها عرضاً دنيوياً أياً كان هذا العرض " ، وفرقوا بين الرياء والسمعة بأن الرياء هو العمل لرؤية الناس، وأما السمعة فالعمل لأجل سماعهم، فالرياء يتعلق بحاسة البصر، والسمعة بحاسة السمع ، وفي الحديث ( من سمَّع سمَّع الله به ، ومن يرائي يرائي الله به ) رواه البخاري.
- أما إذا اقتضت المصلحة المعتبرة أن يذكر ذلك العمل؛ لتحصيل غرض صحيح، فلا مانع من ذلك، ولا يعد ذلك الإخبار رياءً، ولا تسميعًا ما لم يقصدهما أصلا.
- فأنتِ قد تطوَّعت بعمل الخير قديمًا لوجه الله تعالى، وليس لتحصيل غرض دنيوي -فيما يظهر-، وقد كان الصحابة يخرجون للجهاد في سبيل الله تحت راية الرسول صلى الله عليه وسلم، فيصيبون من الغنائم، ولا يجدون في قبولها حرجًا؛ لأنهم لم يخرجوا لها، ولم يكن حاملهم على الجهاد تحصيلها.
- وأما إذا عمل العمل لله خالصا، ثم ألقى الله له الثناء الحسن في قلوب المؤمنين بذلك، ففرح بفضل الله ورحمته، واستبشر بذلك، لم يضره ذلك، وفي هذا المعنى جاء حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الرجل يعمل من الخير، ويحمده الناس عليه؟ فقال: ( تلك عاجل بشرى المؤمن) خرجه مسلم.
- واعلم أن العمل لأجل الناس رياء، وترك العمل لأجل الناس شرك ! والإخلاص هو الخلاص منهما ) .
- وموضوع النية لا يعلمها إلا الله تعالى .
- وجميل أن يكون بين الإنسان وبين ربه سر ، مثل ( قيام الليل، أو صدقة ، أو قراءة القرآن ، أو كفالة أرملة ويتيم، أو مساعدة محتاج، أو اي عمل خيري).
- وعلاج الرياء يكون بالطرق التالية :
1- مجاهدة النفس في دفع الرياء عنها .
فالأصل في هذه الحالة أن تدفع الرياء عن نفسك وأن تبتعد عن ذكر أعمالك الخيرية إلا للضرورة، أو يكون الهدف منها تذكير الآخرين وحثهم على فعل الخير.
- أما إذا حدثتك نفسك بهذا العمل الخيري فإنه لا يؤثر شيئاً عليه لقوله صلى الله عليه وسلم " إن الله تجاوز عن أمتي ما حدَّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم " متفق عليه .
2- ومن أدعية علاج الرياء: هو (اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً أعلمه واستغفرك فيما لا أعلمه).
3- الاستعانة بالله تعالى واللجوء إليه .
4- معرفة حقيقة الرياء وأسبابه وقطعها من قلب العبد .
5- النظر في عواقب الرياء الدنيوية والأخروية.
6- الحرص على إخفاء العبادة وإسرارها.
7- محاسبة النفس وتعاهد الإخلاص لله تعالى في السر والعلن وفي القول والعمل.