من خلال خبرتي في مجال الطب، يمكنني القول أنّه يوجد جدلٌ طبي حول ضرورة أخذ إبرة RH بعد الإجهاض في الثلث الأول من الحمل أي خلال الثلاثة أشهرٍ الأولى، فيرى جزءٌ من الأطباء عدم الحاجة إلى أخذها، في حين يرى القسم الآخر ضرورة أخذها.
من جهتي أنصحكِ بأخذ إبرة RH بعد الإجهاض في الشهر الثالث، فخلال الإجهاض قد يحدث نزيف مسببًا تسرب جزء من دم الجنين إلى جسم الأم، ليُحفز الجهاز المناعيّ مما يُسبب تعرف الجسم على خلايا دم الجنين على أنها أجسام غريبة.
وفي الحمل اللاحق وما بعده إذا كانت زمرة دم الجنين موجبة فسيتحفز جهاز المناعة ويهاجم الجنين، ليسبب له المضاعفات، لذلك وكإجراءٍ وقائي يُفضل أخذ حقنة RH بعد الإجهاض في الشهر الثالث، وذلك خلال 72 ساعة وبالجرعة التي يحددها الطبيب.
ولفهم ما أعنيه أكثر يمكنني أن أذكر لك أهم المعلومات عن العامل الريزيسي (RH) بشكل مبسّط:
- كل طفل يولد يرثُ من الأم والأب فصيلة دمه والتي قد تكون موجبة أو سالبة، والفاصل في كونها موجبة أو سالبة هو وراثة بروتين (Rh) والذي يسمى العامل الريزيسي.
- في حال وراثة هذا البروتين من أحد الوالدين ففصيلة الدم للطفل ستكون موجبة، وفي حال عدم وراثته ففصيلته سالبة.
- إذا كانت فصيلة دم الحامل سالبة للعامل الريزيسي وفصيلة دم زوجها موجب للعامل الريزيسي، فهناك احتمالية 50% أن تكون فصيلة دم الجنين موجبة، و50% سالبة.
- إذا كانت فصيلة دم الجنين سالبة فلا يوجد أي مشكلة، أمّا إن كانت فصيلة دمه موجبة فهنا يحدث عدم توافق العامل الريزيسي بين الحامل وجنينها، ويترتب على هذا ضرورة أخذ حقنة (RH) في العديد من الحالات التي قد تتعرض لها الحامل، منها الولادة والنزيف وبعد الإجهاض.
- قد يسبب عدم أخذ إبرة (RH) في هذه الحالات العديد من الآثار السلبية على الأجنّة في الأحمال التالية، منها اليرقان وتلف الدماغ.
- يتم أخذ الإبرة إمّا بالحقن العضلي أو الوريدي.