إن الإحسان بالعبادة أعلى درجات الإيمان
وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
وإن المصلي دائم النظر لحال قلبه
فهو في ضيافة الرحمن وهذا الشرف العظيم لا يتحصل عليه كثير من المصلين
لانشغالهم عن صلاتهم بأمور قلبية ومشاغل دنيوية ولما كانت الصلاة صلة العبد بربه وجب إفرادها له سبحانه ونزع كل الشواغل جانبا.
فإن دخل أحد أو خرج لا نلتفت إليه
لأن المقصود التفرد بالعبادة وترك الأغيار
فصلاتنا لله وذكرنا وخشوعنا لله سبحانه.
أنت على خير فلا تترك الوساوس
تبعدك عن ربك بحجة أن أحداً
يراني فالتزم ما كنت عليه وكن مع الله وحده فتشعر بلذة القرب من رضاه تعالى
وإن ما تشعر به طبيعي لأنك تخشى من نفسك أن يداخلها العجب.
استمر على حالك ولا تلتفت إلى ما يشغلك عن هذا الحال وبعد مدة تزول هذه الأعراض وتصبح لا تبالي بمن نظر إليك ومن لم ينظر ويذكر عن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه أن حائطا للمسجد
وقع فما انفتل من صلاته
وتفقده الناس فقال ما بكم قالوا حائط المسجد وقع.
فقال سبحان الله كنت مع ربي
وهذا يحصل من التوجه الصادق لله تعالى وترك الدنيا وما فيها.