قال الله تعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِين} [البقرة/35]
اختُلِف في تفسير المراد بالشجرة إلى عدّة أقوال نذكر منها:
"قوله عز وجل: (ولا تقربوا هذه الشجرة) اختلف اهل التفسير التي نُهيا -اي ادم وحواء- عنها على أربعة أقوال:
أحدها: أنها البر وهذا قول ابن عباس .
والثاني: أنها الكرم وهذا قول السدي وجعدة بن هبيرة .
والثالث: أنها التين وهذا قول ابن جريح ويحكيه عن بعض الصحابة .
والرابع: أنها شجرة الخلد التي أكل منها الملائكة"
[1] وقيل "(هذه الشجرة) قيل هي السنبلة"
[2]
وقيل كذلك: "(ولا تقربا هذه الشجرة) أي الحنطة ولذا قيل كيف لا يعصي الانسان وقوتُه من شجرة العصيان أو الكرامة لأنها أصل كل فتنة "
[3] "ووقع الخلاف في هذه الشجرة: فقيل الحنطة وقيل النخلة وقيل شجرة الكافور ونسب الى علي كرم الله تعالى وجهه وقيل التين وقيل الحنظل وقيل شجرة المحبة وقيل شجرة الطبية والهوى وقيل وقيل... والاولى عدم القطع والتعيين"
[4] "وقد اختلف المفسرون في قوله تعالى (ولا تقربا هذه الشجرة)" ثم ذكر الخلاف فقيل أنها الكرم والحنطة والتينة إلى أن قال: "وهذا الخلاف قريب وقد أبهم الله ذكرها وتعيينها ولو كان في ذكرها مصلحة تعود الينا لعينها لنا"
[5] ومن الأقوال الراجحة بالنسبة لنا:
"(ولا تقربا هذه الشجرة) نوع من أنواع شجر الجنة الله اعلم بها"
[6] ولم يثبت شيء بتعيين الشجرة في قرآنِ أو صحيح سُنة فهو كما قيل" علمٌ لا ينفع و جهلٌ لا يضُر"
[7] فالعبرة في طاعة الله فيما أمر والابتعاد عما نهى عنه و زجر.
[1] الماوردي / النكت والعيون (1/105)
[2] التجيبي / مختصر من تفسير الطبري (1/42)
[3] النسفي في تفسيره(1/ 42)
[4] الالوسي / روح المعاني( 1/373)
[5] ابن كثير / قصص الانبياء (19)
[6] السعدي / تيسير الكريم (49)
[7] ال الشيخ / لباب التفسير(1/34 )