روحي دميرال، كاتب قصص أطفال باللغة العربية، اشتهر بقصصه التربوية الموجهة لأعمار الصغار ما بين الرابعة والثامنة عشرة سنة، غالبا ما تجد كتبه في مكتبات اليافعين وفي مكتبات المدارس.
غالبا ما تكون قصصه قصيرة وهادفة ومسلية، ومناسبة للقراءة للأطفال خاصة قبل وقت النوم، وترسخ في الأطفال القيم والأخلاق الحسنة بصورة غير مباشرة ومحببة، وتؤثر على سلوكه بشكل إيجابي، أي أن الكاتب يعتمد على أحداث القصة والحوار بين أبطال القصة وردود أفعالهم على توصيل الخلق الحسن للطفل، مما يجعل الطفل يستنتجها بنفسه، لأن الأمور التي يستنتجها بنفسه دون أوامر من ولي الأمر أو المعلم، لها عادة تأثير كبير جدا عليه.
تتمتع قصص روحي دميرال بالبساطة وبحس المنطق، كما أنها تضيف للأطفال معلومات جديدة وتزيد من حصيلتهم اللغوية باللغة العربية الفصحى، والأهم من ذلك كله أنها تشغل خيالهم وهو أمر لا تتمتع به جميع قصص الأطفال.
تتميز حبكة القصص في كتاب روحي دميرال بالمنطقية، وأنها تحترم عقل الطفل، وبداية قصصه مشوقة مما يجعل الطفل ينصت لها، ويرتبط بها بصورة أكبر، مما يجعله يرغب في إكمالها إلى النهاية، وهذه النهاية محددة وسعيدة، لإيمان الكاتب بأن النهاية السعيدة هي النهاية الوحيدة التي يمكن لعقل الطفل تقبلها. فليس منطقيا أن تكون نهاية قصة الأطفال حزينة، لأن هذا الأمر يضايق الطفل ويؤثر على منظوره للحياة، كما أنك لن تجد في قصصه نهاية مفتوحة لأن النهاية المفتوحة ليست مقنعة بالقدر الكافي للأطفال.
أهم ميزة في مكان قصة الأطفال للمؤلف روحي دميرال هي أنها ليست مقيدة بموقع جغرافي محدد، أي أن المكان شاسع ليس له حدود، ويصف المكان بطريقة تثير حواس الطفل المختلفة فيقوم بتشغيل عقله في تخيلها. ومن بين شخصيات قصصه، يذكر الكاتب الحيوانات والطيور والنباتات وعناصر البيئة المختلفة، ذلك لأن الأطفال يهتمون جدا بشخصيات القصة، لذلك يقوم بإعطاء بعض المعلومات عن هذه الشخصيات، فيطلق عليها أسماء ويحدد شكلها وصفاتها التي تميزها عن باقي الشخصيات في القصة.
بطل قصته، الذي يمثل السلوك الجيد عموما، لا يضعه في مواقف شديدة القسوة، تفاديا من التأثير السيئ والسلبي على نفسية الأطفال المتفاعلين مع القصة، وعادة ما تكون أحداث القصة مبسطة قدر الإمكان وذلك مراعاة لعقلية الطفل وقدرته على الاستيعاب، كما أنك تجد فيها تشويقا، بحيث يقوم بوضع الشخصيات في مواقف مختلفة، لأن الأطفال عادة ما يكونوا فضوليين ومهتمين جدا بتصرفات الشخصيات خلال هذه المواقف. كما لاحظت أنه يستخدم أشياء محببة للأطفال، مثل المفاجآت المفرحة والألغاز البسيطة.
أما بالنسبة لأسلوب الحوار في قصصه، فقد ركز على أن يكون الحوار مبسطا ومناسبا لعمر الطفل القارئ أو المستمع، كما أن الحوار لا يتضمن الكلام عن القيمة التي يود إيصالها للأطفال بصورة مباشرة، كذلك ترى لغته تعلم الأطفال مفردات جديدة بطريقة سهلة.
الصراع في قصصه مشوق وله أشكال عديدة، منها مواجهة التحديات، ومواجهة المخاوف، وإيجاد حل لمشكلة ما، أو تضارب أهداف بين الشخصيات، أو صراع بين الخير والشر وهكذا.
بين صفحات القصص، ترى الرسومات الجميلة والبسيطة التي تعبر عن أحداث القصة، كما أن يهتم جدا بألوان غلاف قصص الأطفال لذلك هي أغلفة جميلة وجذابة وتشد الطفل لخوض تجربة القراءة.
من أكثر قصص الأطفال رواجا للكاتب روحي دميرال، شجرة الحياة التي ذكرتها في سؤالك، إضافة إلى قصة تبرع بالدم، وبركة السنابل، وبراعم الثلج، والتي تقع جميعها ضمن سلسلة قصص مكارم الأخلاق، والتي نشرت بداية في دولة مصر الشقيقة، وانتقلت منها إلى الأطفال في باقي الدول العربية.