هل من الممكن أن يغفر الله لشخص تاب توبة نصوح قبل موته بساعات على الرغم أنه كان عاص؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٣ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
  نعم يمكن أن يغفر الله له ولو تأخرت توبته إلى ما قبل الموت بقليل ولكن بشرطين:

1. أن يكون ذلك قبل معاينته الموت والملائكة ونزع الروح، فإذا عاين الموت وأيقنه فلا تنفعه توبة عندها.

قال الله تعالى (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ.. (النساء، 18).

فهذه الآية كما قال الطبري رحمه الله معناها " إذا حشرج أحدهم بنفسه، وعاين ملائكة ربه قد أقبلوا إليه لقبض روحه، قال وقد غُلب على نفسه، وحيل بينه وبين فهمه، بشغله بكرب حشرجته وغرغرته " إني تبت الآن "، يقول: فليس لهذا عند الله تبارك وتعالى توبة، لأنه قال ما قال في غير حال توبة ".

وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم (إنَّ اللهَ يقبلُ توبةَ العبدِ ما لم يُغرغرْ) (
رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد وإسناده حسن).

ومعنى يغرغر تبلغ الروح الحلقوم كمن يغرغر بالماء، وهذا كناية عن معاينته للموت، لأن الإنسان متى عاين الموت وصار في حالة أيقن منها عدم العودة إلى الحياة فإنه توبته حينئذ هي توبة مضطر لا صدق فيها، كما أراد فرعون التوبة لما أدركه الغرق وعاين الموت فقال (آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)!
فكان الجواب من الله له (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)!

 
ولكن من كان مريضاً وظن أنه سيموت في هذا المرض أو قيل له أنك ميؤوس من حالتك فدفعه هذا إلى التوبة ولم يكن قد وصل مرحلة قبض الروح أو النزع فإنه تقبل توبته وهذا من واسع رحمة الله وعظيم كرمه.

والفرق بين هذه الحال وحالة معاينة الموت أن الإنسان قبل معاينة الموت يكون ما يزال عنده أمل بالحياة ولو كان بسيطاً، وكم من ميؤوس من حالته عاش حيناً من الدهر!
 
فتوبة مثل هذا الرجل ليست توبة مضطر أيقن الموت ورأى الغيب فتوبته دليل على وجود إيمان بالغيب ولو كان ضعيفاً، أما توبة من عاين الموت فإن الغيب صار مشاهداً بالنسبة له فليس في توبته أي علامة على الصدق والإيمان!

2. أن تتوفر شروط التوبة النصوح من الندم الصادق والعزم على العودة والحزن على ما فرط والخوف من الله حقاً، فلا يكون كلامه مجرد خوف من الموت أو كلام عاجز لا حيلة له.

والله أعلم

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة