السؤال هنا وإن كان ظاهره تنزيل الصورة, لكن حقيقته تمس ثلاثة أشياء مهمة وهي:
"الوصاية", "الخصوصية", "الأنانية"..
الوصاية تتعلق بأن الآباء يَرَون أنّهم هم المسؤولون عن حياة أبناءهم, وتحديد ما يستطيعونه وما لا يستطيعونه, فهم بذلك يُحددون المناسب وغير المناسب, والعادي وغير العادي تِبعًا فقط لرؤيتهم الخاصة في هذه الأمور, وعادة ما يكون القياس هنا أغلبه عقليًا بالبحث عن المنافع والمضار باعتبار أقل لموضوع الانحياز الشعوري ..
والمشكلة في موضوع الوصاية مع الأطفال أنّه لا يُوجد ضابط يُحدد أنّ ما يفعله الآباء صحيح أو خاطئ, لا سيما أنّه فعلا يحتاج الطفل للوصاية بكثير من شؤونه ويقل هذا الأمر كلّما قرب الطفل إلى النضوج, إلى أن يصل لمرحلة يجب أن يكون هناك وصية من الآباء حتّى ولو كانت خيارات الأبناء غير مناسبة تماما أو يعتريها شيء من الخطء..
أمّا الخصوصية, فهي أقرب إلى الاحتحكام إلى المشاعر, لأن الخصوصية العامة يمكن ضبطها بنقاط تتقاطع عند الجميع, ولكن الخصوصية الأكبر هي ما تكون تابعة لأمزجة البشر وطرق تفكيرهم, وصفاتهم, فبعضهم خجول وهذا خصوصيته أكبر مثلا من الجريء, فالجريء لا يرى ببعض الأشياء تعدّي على خصوصيته بعكس الإنسان الخجول..
أمّا الأنانية فهي تتمثل بإننا بالتقاط هذا الصور لأطفالنا فإننا نقوم بتوثيق لحظات فرحنا نحن, فكثير من الصور التذكارية هذه يكون الأطفال في حالة بكاء, وأحيانا أخرى في مواقف مُضحكة تابعة مثلا لقصور إدراكهم أو فهمهم بشكل يجعلنا نحن "المُدركين" نضحك لأننا نفهم أكثر منهم, ولا أجل من هذا المشهد من تساؤلات كانت بفيلم "Room" لقصة امرأة هرّبت ابن لها من الحجز بغرفة, وأن حقيقة دوافعها كانت لنفسها وليس للطفل المُحرّر..
نقاط أودّ التنبيه إليها , أنّه ليس كل أنانية تحمل صفة ذم, وإنما بعض الأنانية حقّ, يظهر ذلك بين العشّاق والأحباب, وبين الأم أو الأب وأولادهم, وأحيانا الأصدقاء, والضابط بهذه الأنانية هو ادراك الطرفين وماهية العلاقة وقوّتها..
الخلاصة.. أنّني لست مُتأكدًا من الجواب, لكن أرى أنه من واجبنا الانتباه والتراجع إن أخطأنا وتقديم الاعتذار, خاصة إذا أدرك الطفل شيئا ولم يعجبه, وأن نُراجع دوافع التقاطنا للصور قبل التقاطها لتكون فعلا سيحب أن يراه الأطفال حينما يكبرون.