معرفة العربيّة، بهذا الإطلاق، لا تكفي بالتّأكيد لتقوم بعملية التدقيق اللغوي بشكل دقيق وتخصّصي. لا بدّ للمدقق اللغوي من الإلمام بقواعد اللغة من نحو وصرف وتشكيل وإملاء وترقيم وغير ذلك حتّى يعيد إنتاج نصّ خالٍ من الأخطاء -أو قريبٍ من الخلوّ من الأخطاء-. كما يحتاج إلى التدرّب والممارسة حتى يطوّر قدرته على الانتباه والتقاط الأخطاء بشكل مستمرّ ولحظي خلال عمليّة القراءة، فلا تفوتَه همزة هنا أو تنوين في غير محلّه هناك.
باختصار، التّدقيق اللغوي بحاجة إلى مهارات لغويّة عالية وقدرة على الانتباه والتّركيز، إضافةً إلى امتلاك نماذج لغويّة ذهنيّة سليمة -إذا صحّ التعبير- ليتمكّن من مقارنة المكتوب بها بشكل مستمرّ، وتصويبه وفقًا لها.