هل كثرة السجود لله يعتبر من البدع؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٣ يوليو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات


إذا كان السجود لأجل نعمةٍ أنعمها الله تعالى على العبد؛ مثل أنه رزق بوظيفةٍ كان يتمنّاها، أو أن الله تعالى منَّ عليه بالشفاء بعد مرضٍ، أو أنه رُزق بمولودٍ، فهذا السجود مستحبٌّ، ويكون شكراً لله تعالى على تلك النعم، أما كثرة السجود الذي يكون بغير سببٍ فلم يرد أيّ دليلٍ عليه، ولا أصل له، ويعد من البدع الذي ابتدعها بعض الناس.


وقد ذكر ابن قدامة  في كتاب المغني والشافعي وإسحاق وأبو ثور وابن المنذر: "يُسْتَحَبُّ سُجُودُ الشُّكْرِ عِنْدَ تَجَدُّدِ النِّعَمِ، وَانْدِفَاعِ النِّقَمِ، وهذا من باب استحباب سجود الشكر لسببٍ حصل للمسلم.


ويعد السجود من أجلّ العبادات لله تعالى، وهي من أحبّ الأعمال إلى الله؛ لأن فيه تعظيمٌ وخشوعٌ لله عز وجل، وبالسجود ترتفع درجات العبد، وتُحطّ عنه السيئات، كما يُعتبر من أهم أسباب دخول العبد الجنة والنجاة من النار، لِما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لثوبان -مولى رسول الله-: (إنَّكَ لا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطِيئَةً). رواه مسلم


وقد سُئِل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: هل صحيحٌ أن كثرة السجود لله بدعة، علما بأنني كثيراً ما أتذكّر نعمة الله عليّ فأسجد لله شكرا؟


فأجاب: "السجود المفرد لا يُفعل إلا عند أسبابه، فسجود التلاوة إذا صلى وقرأ الإنسان آية السجدة أو صار يتلو القرآن ومرّ بآية سجدة، فإنه يسجد، أو حدث نعمة جديدة فيسجد لله شكرا كأن رزقه الله ولدا، أو سمع فتحا للمسلمين ونصرهم الله على عدوهم يسجد لله شكرا، أما السجود من غير أسباب: فلا أصل له، بل هو بدعة"، وقال إذا صلّى الإنسان صلاة كاملة أو صلّى ركعتين أو أكثر وسلّم من كلّ ركعتين، فهذا جائز ومشروع.


وهناك سجودٌ يفعله المسلم إذا مرّ بآيةٍ أثناء تلاوته، وهو من الأمور المستحبة التي كان يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم، وأما السجود الذي يأتي مع صلاة النافلة؛ فلو أن المسلم قام من الليل وأكثر من الركعات وأطال السجود والدعاء؛ فهذا خير له، وهو من أعظم وأنبل الأعمال التي يقوم بها المسلم.


والله تعالى أعلم



  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة