ظاهر القران وقول جماهير علماء المفسرين أن الطوفان الذي حدث زمن نوح عليه السلام شمل الأرض جميعها وليس بقعة معينة .
فالقران نص على أن جميع أهل الأرض قد أغرقوا إلا نوح عليه السلام ومن كان معه في السفينة من الناس والحيوانات :
قال الله تعالى : (فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ . ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ) الشعراء/119-120 .
والقران نص أنه سبحانه جعل أصحاب السفينة هو الخلائف في الأرض بعد هلاك الكفار ولو كان هناك ناس غيرهم نجوا لكانوا خلائف معهم :
قال تعالى : (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ) يونس/73 .
كما نص القرآن أن من على الأرض من الناس كلهم من نسل وذرية نوح عيه السلام فقط ، وأما المؤمنون الذين نجوا معه في السفينة فلم تبق لهم ذرية ، فجميع أهل الأرض الآن من ذرية نوح عليه السلام ، ولو كان هناك ناس غيرهم في بقاع أخرى لكان هناك نسل من غير نوح عليه السلام
قال الله تعالى : (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ . وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ . وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ . وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ . سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ . إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ . إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ . ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) الصافات/77-81 .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : لم تبق إلا ذرية نوح عليه السلام .
ولو سأل سائل : لماذا هلك غيرهم من الناس في سائر بقاع الأرض مع أن الطوفان جاء عذابا لقوم نوح فالأصل أن يكون العذاب خاصا بالقوم المكذبين ؟
فالجواب : أن هذا يحتاج إلى إثبات أنه كان يوجد في زمن نوح عليه السلام قوم غير قومه يسكنون الأرض في بقاع اخرى لم يرسل إليهم رسول ولم تقم عليه الحجة ، حتى يصح هذا السؤال أصلا ، وهو أمر غير معلوم.
بل قد يقال أن أهل الأرض وقتها كانوا هم قوم نوح فقط وكانوا كثرا كما ورد في بعض الآثار أنهم ملؤوا السهل والجبل .
والله اعلم