أكثر من مليون شخص توفي في الثلاث سنوات الاولى. خلال تسع اشهر توفي 12000 شخص, أي ثلث سكان هذه الدولة. 13 طفل قاموا بالتسول والترجي لبعض الطعام والماء, وتم استدراجهم الى الغابات ليموتوا من الجوع والعري. فتاة مراهقة يتيمة تقتل اخوها ذو الاربعة اعوام وتأكل جثته. في قرية تتكون من 45 شخص, توفي منها 44, والباقية امرأة بعمر الستين, اصابها الجنون. عٌذب وحُرق ودٌفن حيا كل من رفض تسليم القليل من الطعام الذي يملكه, او كل من سرق المحاصيل او كل من عصى ضابطا.
ان توفي فرد من افراد العائلة, كان يحتفظون بخبر موته لانفسهم, يضعون جثته في سريره ويغطونها حتى لا تتأثر حصصهم بالطعام التي يتم توزيعها من قبل الحكومة, وكانت تنتهي الجثث بأن يأكلها الفئران. اذا مر غرباء من المنطقة كان يتم قتلهم وأكلهم. كانوا يقتلون بعضهم البعض, وحتى كانوا يقتلون ويأكلون اطفالهم.
حصدت ارواح 45 مليون شخص, ولكن الى يومنا هذا يدعي المسؤولون وفاة 20 مليون فقط. 45 مليون وفاة, أي اكثر من وفيات الحرب العالمية الاولى.
(1) أتحدث عن المجاعة الصينية العظيمة. التي حدثت بين عامي 1959 و 1961. هي اوحش واصعب المجاعات في تاريخ البشرية. تعود اسبابها الى القفزة العظيمة الى الامام لسكان جمهورية الصين, وهي حملة اقتصادية واجتماعية بقيادة الحزب الاشتراكي الصيني هدفها تحويل الصين من مجتمع اقتصادي زراعي الى مجتمع اشتراكي من خلال زيادة غلة الحبوب واحضار الصناعات الى الارياف
(2).
العامل المؤثر الاخر هو بلدية الشعب وهي اعلى مرحلة ادارية في جمهورية الصين بين عامي 1958 و 1983, والتي اشتهرت بالانشطة الاشتراكية مثل العمالة وتحضير الوجبات مما يتيح للمحليين مشاركة الثروة المحلية.
(3)بالاضافة الى الجفاف الحاصل في تلك الفترة. حدد رئيس جمهورية الصين وقتها Liu Shaoqi ان 30% من السباب المؤدية للمجاعة هي اسباب طبيعية. و70% من الاسباب هي اخطاء بشرية. اخطاء الحزب الاشتراكي في القفزة العظيمة واخطاء الحزب المعادي لليمين.
تغير سياسات طرق الزراعة والصناعة, تزامنا مع الجفاف والفيضانات, مع مرور السنين ادى الى انخفاض انتاج الحبوب بشكل درامي مريع. في عام 1959 انخفض الانتاج بنسبة 15%. بحلول عام 1960 انخفض بنسبة 70%.
يٌعتقد عالميا ان الحكومة كذبت بخصوص عدد الوفيات. يقول صحفي عن هذه الفضيحة, عند تجوله في الباص في المناطق المنكوبة, كانت الجثث مترامية في الشوارع, جثة بعد جثة, ولم يجرؤ أحد من رواد الباص على التحدث عن الجثث التي كانوا يرونها. وبالرغم من موت جميع الناس في كل مكان الا ان المسؤولين كانوا يستمتعون بالطعام والشراب وكأن شيئا لم يكن, وايا كان يجرؤ على رواية الحقيقة, كان يتم التخلص منه, لذلك كذب الصحفيون.
يقول سكرتير حزب رسمي, عن ذهابه الى قرية معينة, وجد فيها 100 جثة. توجه بعدها الى قرية أخرى ووجد 100 جثة اخرى, لم يعر اي احد اي اهتمام, وكان الاشخاص الذين ما زالوا على قيد الحياة, يأكلون كلاب الشوارع.
في عام 1989 توفي على الاقل 15 مليون شخص بسبب سوء التغذية. توفي 36 شخص بسبب التجويع. توفي 40 مليون جنين , تقدر خسارة الصين لسكانها ب 76 مليون نسمة على المدى الطويل بسبب هذه المجاعة.
قام الحزب الاشتراكي الصين بتقرير زيادة في الانتاج بسبب ضغط من رؤسائهم بالرغم من ان مستوى الانتاج الحقيقي كان اقل من المعدل. لهذا تولد لديهم وهم الايواء الخارق Illusion Of Superabundance, واصبحوا مقتنعين في دواخلهم بامتلاكهم لكميات مهولة من انتاج الحبوب, مما اثر على قراراتهم, وتوقفوا عن محاولة انتاج الحبوب وتوجهوا الى انتاج القطن وقصب السكر واللفت, وحولوا جميع قواهم العمالية من الزراعة الى الصناعة مما ادى الى زيادة المجاعة بشكل فعلي.
China's Great Famine: the true story | China | The Guardian Great Leap Forward - Wikipedia People's commune - Wikipedia