هل قضايا الأمومة والأمهات لها اهتمام ووزن في الأوساط النسوية؟

1 إجابات
profile/مغيداء-التميمي
م.غيداء التميمي
مهندس مدني
.
٣٠ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 كانت الفكرة الأساسية للنسوية تدور حول فكرة المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، وهذه الفكرة لها جذور على مر التاريخ منذ القدم، بعض هذه الفلسفات من الأصول الهندية واليونانية والإسلامية وغيرها، فالفيلسوف اليوناني أفلاطون، كان يدعو إلى النسوية الجزئية لطبقة معينة من النساء، وفي الهند جسدت بعض الآلهة صورة الامرأة، أي أن الإله أنثى، مثل (الإلهه بارفاتي)، والنظام الإسلامي منح المرأة شخصية مالية وقانونية منفصلة عن الرجل، ولكن في أوروبا وبوجود النظام الإقطاعي، كانت المرأة قد عانت بشكل كبير، ولم تكن تمتلك حقوقا كالرجل، فكانت تعمل كالرجل وتتقاضى نصف أجره، ولم تمتلك حق التصويت أو الترشح في الانتخابات، وفي بعض الثقافات الغربية لم تمتلك حق الميراث كالرجل.

أول النساء التي كانت رائدة في هذا المجال هو الكاتبة الفرنسية المؤلفة والشاعرة كريستين دي بيزان والتي كتبت عن العلاقة بين الأجناس، وعن اضطهاد الرجل للمرأة،وكانت قد قاومت الحركة المسيوجينية، أي حركة كره النساء، وكانت أرملة تكتب و تتقاضى أجر كتاباتها في سبيل الإنفاق على ابنائها الثلاثة.

  وللنسوية عدة مدارس، أحدها هي النسوية الأمومية. بدأت الفلسفة النسوية الأمومية في بريطانيا، بعد الحرب العالمية الأولى، وكانت النسويات قد حاربن هذا التفرع من النسوية (النسوية الأمومية) لأنها تقبلت فكرة النظرة الأبوية للمجتمع، والتي كانت مضادة لأفكار النسوية أصلا.

الأيديولوجية النسوية الأمومية عبارة عن دمج لأفكار النسوية التي تدعو للعدل والمساواة مع الرجل في الحقوق والفرص، مع فكرة النسوية المنزلية التي تدعو للمرأة أن تلتزم بيتها لإنجاب الأطفال و تربيتهم على أساس أنه دورها الطبيعي والبيولوجي، وأن خروجها من المنزل يكون فقط اضطراريا في سبيل حماية أحبائها كتضميد جراح الجنود في الحروب، أو لتحسن ظروف عائلتها الاقتصادية.

كذلك اعتبرت النسوية الأمومية أن المرأة لا تمتلك حق وخيار تحديد النسل، فهي خلقت للإنجاب بشكل رئيسي، فحاربوا وسائل تنظيم النسل، بعكس النسوية التي تشجع المرأة على ترويج واستخدام كافة وسائل الحماية لعدم انجاب أطفال غير مخطط لإنجابهم .

أيضا حاربت النسوية الأمومية البغاء بشكل واسع، لاعتباره سببا رئيسيا لانتقال الأمراض التناسلية المعدية بين أفراد المجتمع، ومسببا لإنجاب أطفال غير شرعيين خارج نطاق الأسرة، وحثت الشباب على الالتزام بالعلاقات بالشرعية، وطالبت المسؤولين بتحديد القوانين لمنع ظاهرة البغاء، وإنزال أشد العقوبات في الإناث اللواتي يمتهن البغاء، بعكس النسوية التي كانت ولا زالت تعتبر أن للمرأة حقها في ممارسة الجنس كما تريد هي، لاعتبارها هي صاحبة الجسد ولها كامل الحرية على اختيار شريكها في العلاقة دون قيد مجتمعي أو قانوني، حيث تعتبر الحركة النسوية أن حرية المرأة الجنسية ستكون سببا رئيسيا في القضاء على ظاهرة البغاء.

إذا للنسوية عدة مدارس و أيدولوجيات، ولكل مدرسة أهدافها ونظرياتها ومؤيديها و معارضيها، إلا أن حركة النسوية الأمومية تبقى من الحركات الضعيفة، وهي مستمرة في التراجع، لعدم تركيزها على حقوق المرأة، ولتنازلها عن الكثير من المبادىء مما يجعلهم في كثير من الأحيان يشبهون في منهجيتهم تفكير الذكوريين. 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة