تكتسب الأرض حرارتها من الإشعاع الشمسي، وتطلق أيضًا الإشعاع نحو الفضاء، ومن المفترض أن تبقى درجة حرارتها مستقرة بما يتناسب مع ظروف الحياة عليها. إذا ابتعدنا عن المصادر المختلفة للطاقة في الكون مثل النجوم والمجرات والثقوب السوداء، سنشعر بدرجة حرارة الكون الفعلية أو التوازن الحراري Cosmic Microwave Background لتصل لدرجة 270◦س تحت الصفر. ولولا أن درجة حرارة الكون شديدة البرودة، لما كان باستطاعتنا العيش على الأرض، حيث لن تستطيع الأرض إطلاق الإشعاع والطاقة الكبيرة المستمدة من الشمس وتوجيهها نحو الفضاء. هنا سترتفع درجة حرارة الأرض لتصل لحد غليان البحار والمحيطات. كذلك، برودة الكون تساهم في الحفاظ على درجة حرارة الشمس، والتي لولاها سترتفع درجة حرارة الشمس ولانفجرت لأشلاء منذ ملايين السنين.
في دراسة حديثة، بدأ الكون في التوسع، وبالتالي يزداد سخونة. وهذا عكس ما كان يعتقده العلماء والباحثون قديمًا. فدرسوا درجة حرارة الغاز الكوني، ووجدوا ارتفاعًا في متوسط درجة حرارته 10 أضعاف ما كان عليه خلال 10 مليارات سنة. فبسبب وجود المادة المظلمة التي تكوّن الأجرام الكونيّة الكبيرة، تقوم الجاذبية الكونية بالسحب العنيف للمادة المظلمة والغاز في الفضاء بين المجرات وعناقيد المجرات، مما يؤدي لتصادم الغازات فيما بينها فتسخن. وهذا قد يكون مؤشرًا لاحتمال ارتفاع درجة حرارة الشمس، ومن ثم النظام الشمسي كله بما فيه كوكب الأرض.
لكن البعض يفند حدوث أي تغيير على درجة الحرارة على سطح الأرض، لأن الغلاف الجوي يعكس موجات الأشعة تحت الحمراء القادمة من الشمس، ومن ثمّ يتم توزيع الموجات اللازمة التي تدخل للأرض بالتساوي. ففي الفضاء لا يمكن انتقال الحرارة لعدم وجود وسط ناقل مناسب، فتبقى درجة حرارة النظام كما هي. قال تشيانغ ، قائد فريق الدراسة:"إن الكون آخذ في الاحترار بسبب العملية الطبيعية لتشكيل المجرات والبنية. لا علاقة له بالاحترار على الأرض". وقال أيضًا: "هذه الظواهر تحدث على مستويات مختلفة للغاية. إنهم غير مرتبطين على الإطلاق."
لا يزال الغموض يكتنف تأثير درجة حرارة الكون على الأرض، حيث هناك عدة دراسات مع أو ضد وجود تأثير للكون على درجة حرارة الأرض. علينا أن ننتظر دراسة أخرى تؤكد وجود هذا التأثير من عدمه. وقد تحتاج هذه الدراسة لسنوات أخرى، فلا يمكن الحكم بدقة على أن الكون يؤثر بشكل أو بآخر على درجة حرارة الأرض.
المراجع: