هل صدف وشاهدت فيلم لا يحتوي على قصّة مثيرة للاهتمام لكنه كان مسلٍ بطريقة ما؟

4 إجابات
profile/جابر-حيان
جابر حيّان
كاتب ومحرر ومترجم في مستقل (٢٠٢٠-حالياً)
.
٢٨ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
حينَ أُعدُّ قائمةً بأفلامي المفضّلة أو عندما يتم سؤالي عن مجموعة أفلام أعود إليها بشكلٍ متكرّر، يتفاجأ البعض بوجود أعمالٍ ملعونةٍ ومغضوبٍ عليها من حيث التقييم أو الجودة، فيقولون: كيف تعتبر هذا من أفلامك المفضّلة وهو سخيفٌ أو ليس فيه إلّا التهريج؟ كيف تضعه بجانب فيلمٍ لكوبريك أو هِتشكوك أو الأخوين كوين أو أورسن ويلز أو غودار أو فيلليني على سبيل المثال؟! وأشعر وقتها أنّي ارتكبتُ خطيئةً ما؛ إذ لا أفهم هذا الامتعاض والاستهجان!

هل يجب أن يكون الفيلم عميقًا ومُفلسَفًا -أو مُتفلسِفًا- ويحتوي على قصة ملحمية أو يتناول قضية إنسانية لكي يحقَّ له ولوج قائمة أفلامك المفضّلة؟ ثم من قال إنّ على السينما أن تتناول قضيةً ساميةً أو أن تناقش قضايا مهمة أو أن تضمّ أعمالها قصصًا إنسانية مؤثّرة على الدوام؟ من الذي وضع هذه "الحدود" أو المعايير"؟ هل أصلًا للسينما أو للفنّ عامةً حدود ومعايير يجب الالتزام بها؟ إن كان الجواب "نعم"، فهذا لا يعود فنًا ويصبح مجرّد عملٍ موجّه يكتسي ثوب الفنّ. وشخصيًا لا أؤمن بالتصنيف الذي يزعم أنّ هناك سينما راقية وأخرى هابطة، فهذا التصنيف بمثابة تحجيمٍ للفن وفرض مزيدٍ من القيود والمحدّدات على العملية الإبداعية. هناك فنٌ وسينما، وليصنع كلّ واحدٍ ما يشاء وما يريد.. وفي صناعتهما فليتنافس المتنافسون!

في قائمة أفلامي المفضّلة، ثمّة مجموعةٌ من الأفلام التي يمكن للمؤمنين بالمعركة الأزلية بين الفن الراقي والهابط، اعتبارها هابطةً بكل سهولة؛ فهي لا تقدّم أي محتوى جاد ولا تناقش قضيةً مهمةً ولا تتناول أي فكرة فلسفية أو موضوعًا سياسيًا.. لكنّها مع ذلك توفّر لي إحدى أهم وظائف السينما التي يتم في كثيرٍ من الأحيان وعن قصد نسيانها والتغافل عنها.. التعزية والتسلية أو التشتيت بحسب وصف "وودي آلِن". سأبسط الموضوع أكثر: اعتبرها بمثابة مضاداتٍ للاكتئاب، لكنّها بعكس هذه الأخيرة، ليس لها أعراضٌ جانبية! 

تخيّل نفسك وأنتَ عائدٌ من عملك، مثقلٌ بالمهام التي أُوكِلَت إليك طيلة اليوم، وتُفكّر في مشاكل أخرى عائلية ومالية وقرارات معقّدة واختيارات صعبة، ربما ما تحتاجه ليس فيلمًا مُوغِلًا في الفلسفة الوجودية أو عملًا ملحميًا عن الصراع الطبقي أو واحدًا يتناول قضيةً حقوقية أو قصّة عشقٍ تنتهي إمّا بالزواج وإمّا بالفراق، إنّما ما تحتاجه هو عملٌ غير عميق، ظريفٌ ولطيف، يُخفّف عنك عبر ممارسة نوعٍ من العلاج بالضحك على مواقف عشوائية وأحداث عبثيّة وشخصيات هامشية تحسّ بأنّها تُمثّلك أكثر من الأبطال الذين تغص السينما بهم. حسنًا، ربما هو هروب، لكنّنا نحتاج لقليلٍ منه بين الحين والآخر.. لكي ننقذ عقلنا من الهروب إلى الجنون!

تحضرني أعمالٌ سينمائية كثيرة، مُعزّية ومُسلّية ونجحت في تشتيتي ومجابهة بعضٍ من قلقي وتخفيف نسبةٍ ليست قليلة من توتّري. سأذكر منها 20 عملًا:

Airplane 1980
The Naked Gun: From the Files of Police Squad 1988
Hot Shots 1991
National Lampoon's Loaded Weapon 1 1993
Dumb and Dumber 1994
Office Space 1999
Superbad 2007
Knocked Up 2007
Hot Fuzz 2007
Pineapple Express 2008
Tropic Thunder 2008
Bruno 2009
Get Him to the Greek 2010
The Hangover Part II 2011
Johnny English Reborn 2011
The Dictator 2012
Clear History 2013
This Is the End 2013
What We Do in the Shadows 2014
The Brothers Grimsby 2016

أما في التلفزيون، فهناك أيضًا مسلسلاتٌ كانت فعّالةً في تقديم حزمةٍ من خدمات التسلية والتعزية والتشتيت، منها:

Frasier
Family Guy
Curb Your Enthusiasm
The IT Crowd
That '70s Show
Living with Yourself

ولا بد من الإشارة إلى أنّ بعض هذه الأفلام والمسلسلات تحتوي على قصة وفكرة وقضية، لكنّها لا تبالغ كثيرًا في العرض والمعالجة.. لكي لا تحيد عن عن مسارها، فتفعل ذلك بخفّةٍ ورشاقة. 

ختامًا، بإمكانك اعتبار جوابي على سؤالك، كمرشدٍ قصيرٍ وسريع للتسلية في زمنٍ يتملّك فيه الملل مساحاتٍ واسعة من قلوبنا، بفعل الحظر والإغلاقات التي فرضتها أزمة فيروس "كوفيد-19" وكوصفةٍ لمقاومة القلق والاكتئاب والتوتر وسائر الاضطرابات التي أفرزتها التبعات المختلفة لهذه الأزمة أو للتشتيت والهروب في أي وقت.

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 7 شخص بتأييد الإجابة
profile/رقيب-أجيب-اللغوي-5
رقيب أُجيب اللُّغويّ
رقيب لغوي
.
٣١ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
مرحبًا، لم يسبق لي وشاهدت هذا النّوع من الأفلام، لكنّني سعيد بصياغة السّؤال المُتقنة، فأنا مُنحازٌ للثّناء على من يستخدمون الشّدة عند الكتابة، فالشّدة مُستضعفة، لا أحدَ يعلم أنّها اختصارٌ لحرفين أحدهما ساكن والآخر مُتحرّك، أي لها من الأهميّة ما لباقي الحروف في بناء الكلمة. 
كُل الشّكر من رقيب لصاحب هذا السّؤال. 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة
profile/عاصم-حسن-2
عاصم حسن
مدرس خصوصي شبرا الخيمه القليوبيه مصر 2000
.
١٥ يوليو ٢٠٢٥
قبل شهر

فيلم الرجل الذى عطس

profile/جهاد-عواد
جهاد عواد
بكالوريوس في هندسة برمجيات (٢٠١٦-٢٠٢٠)
.
٣٠ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 كلمة الحبكة هي كلمة أدبية وتعني ترتيب الأحداث في القصة (التي يتم روايتها بأي طريقة) عبر تسلسل متداخل، تجهيز الحبكة هو أحد أول الخطوات في صناعة الأفلام، وهذه الخطوة مهمة جداً أيضاً، الكثير من المخرجين الرائعين قد قاموا بالسابق بجعل قصة بسيطة تتحول إلى قصة قوية فقط بالتلاعب بالحبكة (مثل فيلم ‘Memento’ للمخرج Nolan وفيلم Irréversible للمخرج Gaspar Noé), ولكن في نفس الوقت هناك صناع الأفلام هؤلاء الذين يرمون الطريقة التقليدية لصناعة الأفلام خارج النافذة وفي نفس الوقت يستطيعون صنع أفلام خيالية يتحدث عنها الناس إلى الأبد، سواء كانت هذه الأفلام سيريالية مرئية، أو تحتوي على حبكة غير منظمة، هذا النوع من الأفلام هو من المفضلات بالنسبة لي لأنه يكسر الأشياء التقليدية والمعتادة في الأفلام ويعرفني على طرق جديدة لرواية القصة، وفي العادة عندما يتم الخروج عن المألوف بالطريقة الصحيحة يكون الناتج صادماً ويدخل العمل في قائمة أفضل الأفلام على الإطلاق، ولكن ننسى أن تطبيق هذا التخلي عن الحبكة قد يكون خطيراً في حال لم يكن تطبيقه بالشكل المطلوب، حيث يؤدي هذا إلى فشل الفيلم بشكل مباشر ونسيانه.

Coffee and Cigarettes
هذا الفيلم هو فيلم مجزأ إلى إحدى عشر جزءاً ترتبط بالشيء المذكور في عنوانه وهو القهوة والسجائر، يتناول الفيلم في أنماطه العامة امتصاصاً لملذات الحياة إلى تدفع إلى الإدمان، حيث يقوم الفيلم ببناء لقطة بالأبيض والأسود بعد أخرى ليصنع نوع من المشاهد المبنية على بعضها، حيث تناقش الشخصيات في هذه المشاهد مواضيع عامة مثل باريس في العشرينات، واستخدام النيكوتين، كل هذا بينما تجلس الشخصيات لاحتساء القهوة وتدخين السجائر، في كل جزء من هذا الفيلم سوف تجد نفسك منتبهاً إلى المواضيع التي تقوم الشخصيات بمناقشتها، أعلم أن الفكرة من هذا الفيلم تبدو بشكل عام مملة، ولكن تطبيقها الصحيح جعلها تستحق المشاهدة، ببساطة لأنك سوف تشعر أنك نفسك تجلس مع هذه الشخصيات في هذا المقهى وتتحدث معهم، هذا مثال بسيط جداً على هذا النوع من الأفلام، حيث لا يوجد بداية أو نهاية أو حدث تراجيدي، فقط هناك بعض السجائر والقهوة والأحاديث الشيقة، وهذه العناصر كانت كافية بالنسبة لي حتى أكمل الفيلم وأستمتع بمشاهدته.

Rope
هذا الفيلم الرائع الذي قام بإخراجه Alfred Hitchcock يتم نسيانه في العادة ويغطى بالأعمال العظيمة الأخرى للمخرج، هذا الفيلم مشوق بشده وفيه عناصر ليست موجودة في الأفلام الأخرى للمخرج، فبينما تحتوي أفلام مثل ‘Vertigo’ و ‘Psycho’ على عناصر تشويق في جميع المشاهد، هذا الفيلم يحتوي على مشاهد توتر عديدة حيث يقوم شخصان بتغطية جريمة خلال ليلة عشاء، القصة تبدأ عندما يقوم الطالبان بخنق زميلهما السابق في شقتهما، وهما يقومان بهذا حتى يثبتا للجميع أنهم الأفضل عند قيامهم بالجريمة المثالية، وبعدها يقومان بعمل حفلة عشاء صغيرة، ويأتي الناس المدعوون وتبدأ مشاهد التوتر الممتعة، ولا ننسى بالطبع النقاشات التي تقوم بها هذه الشخصيات، هناك حتى بعض المشاهد الرومنسية في هذا الفيلم، وتتحول مشاهد التوتر البسيطة إلى حالات هيستيريا وهنا يظهر أبداع المخرج هيتشكوك.