تشير بعض الدرسات إلى وجود علاقة عكسية بين مشاهدة التلفاز وتطور اللغه عند الطفل فكلما زادت مشاهدة الأطفال للتلفاز وخاصه في عمر صغير كلما كان تعلمهم للكلام أبطأ, وفيما يلي إشارة لتلك الدراسات:
- في دراسة قام بها بايون وهونج هدفت للتعرف على العلاقة بين التعرض للتفاز والتأخر اللغوي لدى الأطفال الكوريين من عمر 24-30 شهر, من خلال إستطلاعات الرأي الموجهه للأباء المتعلقة بمتوسط وقت مشاهدة الأطفال للتلفاز بشكل يومي, ودخل الأسرة, ومستوى تعليم الوالدين, ونمط الإتصال بين الأهل والأبناء, ومن ثم إستخدام أداة قياس (وهي أداة فحص تنموية تفحص الإتصال اللغوي ومهارات الحركة لدى الأطفال والمهارات الإجتماعية), وعند مقارنه نتائج الإستبيانات و نتائج فصح الأطفال تبين أن الأطفال الذي يقضوا أكثر من ساعتين في مشاهدة التلفاز لديهم خطر التأخر اللغوي بمقدار 2.7 مرة عن الذين يقضون أقل من ساعة واحدة في مشاهدة التلفاز, أما الذين يقضون أكثر من ثلاث ساعات كان خطر التأخر اللغوي لديهم أكثر من 3 مرات عن غيرهم, فتأخر اللغه مرتبط بزيادة وقت مشاهدة التلفاز.
- قامت باتريشيا كول (باحثة في مجال اكتساب اللغة ) بتجربة لغوية على أطفال (أمريكيين) في عمر 9 أشهر حيث قدمت لهم لغه غير مألوفه (لغه الماندرين الصينية), وقمست عينه التجربه (الأطفال على قسمين) قسم يتعرض لسماع اللغه من خلال التلفاز والفيديوهات المصورة, والمجوعة الثانية سمح لهم بالتفاعل الشخصي مع متحدثين بلغة الماندرين, وبعد 12 جلسة أظهر الأطفال الذين تفاعلوا بشكل مباشر على تمييز بعض أصوات الكلام الشائع في لغة الماندرين, لكن نتائج المجموعه الأولى الذين تعرضوا للغة عن طريق التلفاز والفيديوهات غير قادرين على تميز أصوات الكلام, وهنا إشارة إلى أهميه التفاعل الوجاهي بين الطفل والمتكلم لإكتساب اللغة.
- كما تشير دراسات إلى أن الكلام والمحادثة وليس فقط الإستماع إلى القصص أو مشاهدة التفاز له الأثر الأقوى على التطور اللغوي المبكر.
- في دراسة أخرى قامت بها سارة روزبيري وأخرون بإجراء تجربه على عينه عشوائية من الأطفال التي تبلغ أعمارهم (24-30) شهر , حيث قامت التجربه على أن يتعرض الأطفال لأشخاص بالغين يتحدثون معهم مباشرة عبر skype و شخص يبدو أنه يتواصل معهم من خلال فيديو مسجل, وهنا حاول الأطفال التفاعل مع البالغين فوجودوا إستجابات مناسبه مع الشخص البالغ الذي يتحدث معهم بشكل مباشر أما في الحالة الثانية كان الأمر غير واضح للأطفال, وبعد التعرض لهذه التجربه تم إختيار أطفال لإختبار ما إذا كانوا قد إكتسبو كلمات غير مألوفه لديهم فتبين أن الأطفال الذين تعرضوا لتجربه المحادثه الفعليه مع البالغين عبر skype هم من قدموا مفردات جديدة غير مألوفة.
- في دراسة أجريت على 56 طفل (يعانوا من تأخر لغوي) و 110 طفل (لا يعانوا من تأخر لغوي) تتراوح أعمارهم بين 15-48 شهر, حيث قدم الأهل هنا معلومات تتعلق بالأطفال وأعمارهم والبيئه والمنزل, والوقت الذي يقضونه في مشاهدة التلفاز, فوجد أن الأطفال الذين كانوا يشاهدوا التلفاز لمدة ثلاث ساعات أو أكثر في اليوم كان تأخر النطق لديهم واضح, وكانت هذه النتائج تشير إلى أن معظم من أظهر تأخر في التطور اللغوي هم من كانوا يشاهدوا التلفاز قبل عمر 12 شهر.
مما سبق يتضح بأن مشاهدة التلفاز ذات أثر سلبي على الأطفال ويمكن معلاجة هذه المشكلة من خلال أمرين :
- تقليل عدد ساعات مشاهدة الأطفال للتلفاز خاصة الأطفال التي تقل أعمارهم عن سنتين.
- لابد من التفاعل الحقيقي مع الأطفال لإكساب اللغه بشكل صحيح فالحوار مع الطفل من أهم الأمور التي تساعد في إكتساب اللغه.
فعدد ساعات مشاهدة الطفل للتفاز وعدم تفاعل الأهل مع الأطفال لأوقات كافية ومناسبه وبشكل صحيح سب التأخر اللغوي, فالتفاعل المباشر مع الطفل يطور قدرته على التفكير ويطور مهارات الحديث بالإضافه إلى إكتساب اللغه, فالطفل الذي يقضي ساعات طويلة في مشاهدة التلفاز يفقد مهارات كثير وخاصة في عمر صغير من مثل المهارات الإجتماعيه وحركية, إلى جانب المهارات اللغويه التي تتضمن اكتساب المفردات وإستخدامها وتكوين الجمل المفيده للتعبير عن النفس, لكن هذا الأثر لا يكون سلبي وكبير على الأطفال الذين كونوا فعلاً حصيلة لغوية نتيجة التفاعل الإيجابي والوجاهي مع الأهل.
المصادر:
- impact of television on the language development of young children, 2019, university of maine.
- the effects of televison on lerning to speak: is helpful or haemful?/parentinggscience.com