بينما تبقى الدوافع الواقفة خلف عملية إطلاق النار في كولورادو من قبل James Holmes, هذه المأساة التي حدثت في منتصف فترة عرض فيلم The Dark Knight Rises سترتبط دوماً بشخصية batman وتجلبه إلى الأذهان عند التحدث عنها.
قام الشاب البالغ من العمر أربعة وعشرين عاماً بقول "I am the Joker" عندما تم اعتقاله صباح الجمعة المبكر، وأيضاً المجزرة التي حدثت داخل صالة السينما المسماة بـ Century 16 تحمل عوامل مشتركة مع العديد من القصص المصورة التي أصدرها Frank Mille في عام 1986 تحت اسم The Dark Knight Returns.
في سلسلة القصص المصورة هذه، تقوم شخصية الجوكر بقتل جمهور إستديو تلفاز بإطلاق غاز موجود بالقصص المصورة يسمى غاز الضحك، ويقوم مرتكب المجزرة أيضاً يبدأ عمليته بإطلاق قنابل الدخان في المسرح، والقصص المصورة أيضاً تحتوي على Arnold Crimp وهو رجل يعاني من المشاكل وقد خسر وظيفته مؤخراً، وتقوم هذه الشخصية بإخراج مسدس في مسرح أفلام إباحية وإطلاق النار على ثلاثة أشخاص مؤدياً إلى قتلهم، ولا ننسى أيضاً أن Holmes قام بتفخيخ بيته، ومن المعروف أن هذه من أكثر التقنيات المفضلة لشخصية الجوكر في عالم batman.
وهذه ليست الحالات الوحيدة التي حصلت فيها جرائم في العالم الحقيقي وتم اشتباه أفلام أو أعمال خيالية بتطورها في الأمر وتوفير الدافع، على العكس إن هناك الكثير من الحالات التي يستخدم فيها المجرمون أفلاماً كحجة وتبرير لما فعلوا، وعواقب هذا الأمر وخيمة وتؤثر بشكل سلبي على نظرة الإعلام لفن صناعة الأفلام، فبعد أن كان الفيلم مجرد وسيلة تسلية، ينظر الأعلام الآن للأفلام على أنها وسيلة لغسل عقول البشر وجعلهم يتصرفون كما يريد الفيلم.
في واقعة أخرى مثلا قام محامي يدافع عن ضحايا مجزرة مدرسة Columbine بالمشاركة مع عائلات الضحايا بمحاولة رفع دعوى قضائية ضد شركات الإنتاج التي أنتجت أفلام مثل Natural Born Killer و The Basketball Diaries ولم تقتصر الدعوة على الأفلام، فهم أيضاً قاموا بشمل ألعاب الفيديو وأرادوا إلحاق الضرر بصانعي لعبة Doom وصانعي لعبة Mortal Kombat, ونقطته الأساسية كانت أن هذه الأفلام وهذه الألعاب قد قامت بتشجيع مطلق النيران Dylan Kleb Hd على أن يقوم بالمجزرة ويؤخذ أرواح العديد من الأبرياء، لحسن حظ شركات الإنتاج هذه، فقد تم إسقاط هذه الدعوى في عام 2001.
شخصياً لا أعتقد أن الأفلام كفيلة بأن تكون الدافع الوحيد لارتكاب جريمة، على الشخص أن يكون صاحب أفكار متطرفة مجنونة من البداية وعندها يمكن للأفلام أن تكون عاملاً في انكسار هذا، الشخص وسقوطه ضحية أفكاره المريضة، أما في حال كانت البنية الذهنية لهذا الشخص سليمة، لا يمكن حتى لأبشع الأفلام وأكثرها عنفاً أن تقوم دفعه لارتكاب جريمة أو حتى الخروج عن منظومة القواعد الفكرية الخاصة به، وهذا ببساطة من طبيعة البشر، لذلك أعتقد أن السبب خلف ذكر بعض المجرمين لأسماء أفلام أو أعمال فنية أخرى أو اقتباسات هو الحصول على بعض الاهتمام الرخيص فقط.