يمكنك القول أنّ النباتات تمتلك حواس مختلفة. فما تعلمناه من الكتب أن النباتات تمتلك حساسية شديدة للحرارة المرتفعة أو المنخفضة، إذ تزداد أوج حاسة اللمس في النباتات آكلة الحشرات التي تشعر بفرائسها عن طريق حاسة اللمس بمساعدة شعيرات كبيرة على أجزاء مصيدتها. كما أن لمسنا لنبتة" الست المستحية" هو مثال ظاهر عن وجود حاسة اللمس في النباتات.
لكن المعضلة تقول: هل يمكن للنباتات أن تشم الروائح؟ ستكون إجابتك المبدئية لا بالطبع. لكنك ستتفاجىء أنه يمكن للنباتات أن تشم من خلال مستقبلات تستجيب للمواد الكيميائية المتطايرة بشكل أقوى بكثير من أنوف الحيوانات. يجب أن تنتقل جزيئات الرائحة إلى الخلية وتتراكم قبل أن تؤثر على سلوك النبات، كما تستخدم تلك المستقبلات للتفاعل مع النباتات الأخرى من خلال إطلاق الفيرمونات في الهواء تحذّر النباتات المجاورة من هجوم الحرات العاشبة أو النباتات المتسلقة أو البرية. يوضح عالم النبات دانيال شاموفيتز: "تعرف النباتات متى تنضج ثمارها، أو عندما يقطع جارها [النبات] بمقص البستاني، أو عندما تأكل حشرة مفترسة جارها؛ فهي تشم رائحتها".
ترتبط حاستي الشم والتذوق سويًّا، مما يجعل الاتصال الجذري ممكنًا بين النباتات المتجاورة لنقل الرسائل حول الهجمات المحتملة. ففي حال الجفاف، تقوم النباتات البعيدة بإغلاق ثغورها لتقليل التبخر. سبب وصول هذه الرسائل للنباتات البعيدة وجود اتصالات بالجذورمع نباتات أخرى. تنبعث من النباتات مادة كيميائية متطايرة تدعى methyl jasmonate لتحذير جيرانها من أي خطر. إذا وصلت هذه المادة لثغور الأوراق فإنها تتحول لحمض قابل للذوبان في الماء مما يعطي طعمًا يمكّن النبات من تمييزها. يقول شاموفيتز، "من الواضح أن النباتات ليس لديها أعصاب شمية تتصل بالدماغ الذي يفسر الإشارات... لكن [بعض النباتات] تستجيب للفيرومونات، تمامًا كما نفعل نحن. تكتشف النباتات مادة كيميائية متطايرة في الهواء، و إنهم يحولون هذه الإشارة (وإن كانت خالية من الأعصاب) إلى استجابة عضوية. وبالتأكيد يمكن اعتبار ذلك شمًا ".
المراجع:
62 مشاهدة
