لا يتعدى دور المحامي مجرد فحص ملف طلب اللجوء والتأكد من صحة الوثائق والأوراق المطلوب تقديمها والإجراءات التي ستتم تباعاً بعد ذلك، لأن المقابلة التي ستتم بعد التأكد من هذه الأوراق هي التي ستكون فاصلة في قبول اللجوء أو رفضه، فالمحقق الذي يقرر مصير قضية اللاجئ يعرف جيداً كيف يكتشف طالب اللجوء الحقيقي من المدعي به.
ومبرر ذلك بالنسبة للدول الأوروبية أن البحث عن وطن بديل عن طريق اللجوء لم يعد هدفاً لمن تعرضوا للإضطهاد السياسي أو التمييز الطائفي أو النزاعات المسلحة فحسب، بل بات مخرجاً للكثيرين من راغبي الهجرة، الذين يجدون فيه حلاً للخروج من بلادهم إلى دول أكثر استقراراً، ومن ثم كانت
المملكة المتحدة واحدة من أبرز البلدان التي تحتضن اللاجئين على مدار عقود طويلة مضت، فضلاً عن قربها النسبي من الشرق الأوسط، وبالتالي
مجرد تقديم الأوراق وأن يكون هناك محامي يمثلك بموجبها بدعوى طلب اللجوء لن يكفي، حيث أن المقابلة واللجان التحقيقية ستطلب الجلوس مع طالب اللجوء بشكل شخصي ودون أن يكون معه أشخاص آخرين كالمحامي وغيره للتأكد من مدى صحة روايته والأحداث التي مر بها، وإن آلاف من قضايا اللجوء ترفض سنوياً في
بريطانيا بسبب الفشل في المقابلة حيث ممكن تزوير الكثيرين للحقائق والأحداث التي تثبت تعرض اللاجئ للإضهاد الحقيقي في بلده.
وبالتالي المحامي لن يمثّل اللاجئ لكن يساعده في تجهيز أوراقه أو إستئناف قرار رفض اللجوء لاحقاً أمام المحاكم المختصة.
53 مشاهدة
