هل تكرار المكروه يجعله حراماً

1 إجابات
profile/ياسمين-عفانه
ياسمين عفانه
بكالوريوس في الشريعة والدراسات الإسلامية (٢٠١٢-٢٠١٦)
.
٢٢ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
تكرار المكروه لا يؤدي إلى التحريم، ولكن في حال إصرار الإنسان على المكاره وفعلها على نحو متواصل، يصبح ذلك في منزلة المعصية كما نص عليه العلماء.

طريق المكروه والإصرار على فعل كل ما هو مكروه شرعاً قد يكون طريقاً لفسق فاعله، وفي هذا المقام هناك قول مشهور لابن حجر العسقلاني يقول فيه:" الحَلاَلُ بَيِّنٌ، وَالحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ".

والمكروه طريق للحرام، فمن أكثر من ارتكاب المكروه أخذه ذلك إلى طريق الحرام وأصبح يستسهل الوقوع فيه، لأن المكروه عتبة بين العبد والحرام، إذا خطاها العبد أوصلته إلى الحرام.

وأكثر ما يقلق في تكرار فعل المكروه، أن تجعل المسلم يستهين النهي الشرعي، ويجعل قلبه أكثر ضعفاً، وبناء على ذلك يبتعد عن الله عز وجل، وقد يؤدي به هذا إلى طريق سيئ.

قس ذلك على أكل الحلويات مثلاً، إذا أكلت الحلوى مرة في الشهر فإن ذلك لن يؤدي لزيادة وزنك، ولكن إذا سمحت لنفسك بالحصول على الحلوى كل يوم ودون ممارسة الرياضة لحرقها، فإن ذلك يؤدي على نحو تدريجي إلى زيادة غير صحية في وزنك، وبالتالي يتسبب لك بالكثير من الأمراض، والكسل والعجز.

وكذلك فعل المكروه، إذا فعلت مكروهاً مرة واحدة لاضطرار مثلاً، فلا بأس بذلك، ولكن إذا اعتدت فعل المكروهات على نحو مستمر فقد تؤدي بك إلى ما لا تحمد عقباه، وتجد نفسك وقد بدأت بارتكاب معاصي ومحرمات دون أن تنتبه إلى ذلك، ولا تستطيع الرجوع للخلف ربما.