هل تكذيب القرآن والأحاديث في النفس عمداً يكون كفر؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الشريعة
.
٠١ ديسمبر ٢٠٢١
قبل ٣ سنوات
ما دام حديث نفس مجرد فلا ينبني عليه حكم شرعي، ولا يحكم بالكفر على من حدثته بذلك؛ حيث إن من رحمة الله أنّه تجاوز عن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- ما حدثت به نفسها ما تتكلم أو تعمل به كما جاء في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- تَجَاوَزَ لِأُمَّتي عَمَّا حَدَّثَتْ به أَنْفُسَهَا، ما لَمْ تَعْمَلْ، أَوْ تَكَلَّمْ بهِ). "متفق عليه"

وبمجرد حديث النفس، وخواطرها، وهواجسها لا يحاسب عليه صاحبه؛ لأنّه لا تحكُّم للإنسان بما تحدثه نفسه به ويخطر على باله، فأحاديث النفس وخواطرها تهجم على النفس هجوماً، ولا يدخل أصل ورودها في طاقة الإنسان، فالشيطان يوسوس ويجتهد في ذلك.

وإنّما الذي بطاقتك وقدرتك هو عدم الانجرار وراء هذه الوساوس والخواطر، والاسترسال معها، بل عليك الاجتهاد في طردها وعدم التفكير فيها؛ لأنّ كثرة التفكير فيها والاسترسال معها قد يحوِّل هذه الأفكار والهواجس إلى اعتقاد تحاسب عليه.

وطرد هذه الهواجس والأفكار يكون بعدّة أمور، منها ما يأتي:

  •  الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم. 
  •  إشغال النفس بما هو نافع لها من العلم أو العمل؛ لأنّ الفراغ يفتح باباً للشيطان. وقد ثبت في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله قال: (يَأْتي الشَّيْطانُ أحَدَكُمْ فَيَقُولَ: مَن خَلَقَ كَذا وكَذا؟ حتَّى يَقُولَ له: مَن خَلَقَ رَبَّكَ؟ فإذا بَلَغَ ذلكَ، فَلْيَسْتَعِذْ باللَّهِ ولْيَنْتَهِ). "متفق عليه"
هذا والله تعالى أعلم.