نعم تقبل الصلاة لمن عليه ديون ولا علاقة لقبول العبادات بالدين.
- فلم يرد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدم قبول الصلاة إذا كان على الشخص دين ما، فهذه لها عقوبة خاصة عند الله تعالى إذا امتنع المدين عن السداد، فليس كل ذنب أو كبيرة تمنع قبول الأعمال، إلا فيما جاء به النص.
- فمن أخذ أموال الناس يريد الاستهانة بها، ويعزم على أن لا يقضيها، فويل له ثم ويل له، وهذا لا يجوز وهو على خطر وإثم عظيم،
- ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أخذ أموال الناس يريد أداءها، أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها، أتلفه الله. رواه البخاري.
- فيجب على المسلم إذا استدان من شخص ما أن يعزم بصدق على السداد، دون مماطلة أو استهانة بحقوق الناس، فيأخذ مسألة الدين بجد ويكون عازم على أدائه.
- فمن استدان على هذا الوجه المباح، لم يكن عليه من حرج ولا جناح، بل إن الله عز وجل يؤدي عنه إن لم يجد أداء، وقد مات النبي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة في دين كان عليه.
- فالواجب على الشخص المدين المعسر الذي ليس عنده ما يقضي به دينه أن يحسن نيته وقصده وأن يعزم بصدق على أداء دينه في حال توفر معه سداد الدين وأن يبذل جميع الأسباب التي تساعده على قضاء الدين حتى يوفقه الله تعالى إلى سداده.
فالمماطلة في سداد الدينّ: محرم وخصوصا إذا كان المدين مقتدر على السداد. وقد وردت أدلة على ذلك:
فقد ورد في الحديث الصحيح أن عدم سداد الديّن يعتبر ظلم فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "مَطل الغني ظلم" متفق عليه، وهذا يدل على تحريم المطل. والمراد به هنا تأخير ما استحق أداؤه بغير عذر، وليس لهذا التأخير ثمن مالي
كما ورد أحاديث نبوية على أن نفس الميت تبقى معلقة بعد موته حتى يقضى عنه دينه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ) رواه الترمذي.
- وعليه نقول: أنه على من كان له دين وقد أُعسر عن سداده فليصدق النية مع الله تعالى وأن يجاهد في قضاء هذا الدين وأن يكثر من الأدعية وطلب المعونة من الله تعالى ومن الاستغفار،
- فقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل فقال له رسول الله: ما لي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك، قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال) قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني.
- كما وردت بعض الأدعية النبوية الصحيحة في قضاء الدين فقد صح عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أن مكاتباً جاءه، فقال: إني قد عجزت عن كتابتي فأعني، قال: ألا أعلمك كلمات علمني إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو كان عليك مثل جبل ثَبير ديناً أداه الله عنك، قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك. رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه الحاكم وحسنه الأرناؤوط والألباني.